عمليات الاستحواذ تعيد رسم ملامح قطاع الشحن البحري العالمي

الشحن البحري

تشهد صناعة الشحن البحري تحولًا جذريًا بفعل صفقات الاستحواذ التي تعيد تشكيل المشهد التنافسي وتعزز الكفاءة التشغيلية.

هذه العمليات تؤدي إلى تحالفات أقوى، وتوسع نطاق الخدمات، وتكثيف الاستثمارات في التقنيات الحديثة لتحسين سلاسل الإمداد العالمية.

واستحوذ تحالف تقوده شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (MSC) إلى جانب بلاك روك الأمريكية على حصة كبيرة من عمليات الموانئ العالمية التابعة لشركة CK Hutchison.

تفاصيل عملية الاستحواذ

بلغت قيمة عملية الاستحواذ 22.8 مليار دولار؛ حيث تغطي هذه الصفقة أكثر من 40 محطة بحرية موزعة عبر 23 دولة.

وقال بيان الاستحواذ: إن هذه العملية شملت مواقع محورية على جانبي قناة بنما.

وعزز ذلك من مكانة “تيرمينال إنفستمنت ليمتد”، الذراع الاستثماري لـ MSC، كمشغل عالمي بارز للمحطات الطرفية.

وأضاف البيان، الجمعة، أنه من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز وجود الشركة بالأسواق الحيوية داخل آسيا وأوروبا.

ولفت إلى أن هذه الصفقة أثارت انتقادات من جهات حكومية وإعلامية صينية، بحسب البيان.

وقد عبرت هذه الجهات عن مخاوف تتعلق بالمصالح الوطنية والتداعيات الجيوسياسية المحتملة لنقل أصول إستراتيجية إلى شركات أجنبية.

استثمارات CMA CGM تدعم البنية التحتية الأمريكية

في سياق متصل، كشفت شركة CMA CGM الفرنسية، عن استثمار ضخم بقيمة 20 مليار دولار في تطوير البنية التحتية البحرية واللوجستية داخل الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة.

وقالت الشركة الفرنسية: إن هذا الاستثمار يهدف إلى دعم قطاع الشحن والنقل البحري الأمريكي وتعزيز سلاسل التوريد.

تشمل الخطة توسيع الأسطول البحري الذي يرفع العلم الأمريكي من 10 إلى 30 سفينة، وتطوير الموانئ.

إلى جاتب تعزيز الخدمات اللوجستية للسيارات، وإنشاء مركز شحن جوي جديد في شيكاغو.

ومن المتوقع أن توفر هذه المبادرة ما يقارب 10 آلاف فرصة عمل جديدة؛ ما يعكس التزام الشركة بتعزيز القدرة التنافسية للبنية التحتية الأمريكية.

تحولات في تصنيفات الشحن البحري

مع التوسع القوي لشركة CMA CGM وزيادة حجم أسطولها، من المرجح أن تتجاوز الشركة الفرنسية نظيرتها Maersk في تصنيفات سعة السفن.

وقد يؤدي هذا إلى استمرار هيمنة أوروبا على قطاع شحن الحاويات العالمي.

يذكر أن الشركات الثلاث الكبرى – MSC، Maersk، وCMA CGM – تتخذ جميعها من القارة الأوروبية مقرًا رئيسًا لها.

وتعكس هذه التحولات مشهدًا متغيرًا في صناعة النقل البحري؛ حيث تلعب القرارات الإستراتيجية والاستثمارات الضخمة دورًا رئيسًا في إعادة تشكيل القطاع على المستويين الاقتصادي والجيوسياسي.

تحالف “جيميني” يعيد تشكيل قطاع الشحن البحري

دخل تحالف “جيميني“، الذي يجمع بين شركتي “ميرسك” و”هاباغ لويد”، حيز التنفيذ رسميًا مع بداية فبراير الماضي.

ويهدف هذا التحالف إلى تحقيق مستوى غير مسبوق من الدقة في الجداول الزمنية.

كما يسعى التحالف للوصول إلى أكثر من 90% من الالتزام بالمواعيد فور تشغيل الشبكة بكامل طاقتها.

وفي إطار إستراتيجيته التشغيلية. تم اعتماد محطة “كاي ميب الدولية” (CMIT) كميناء رئيسي وحيد، للتحالف.

وتعد هذه النقطة محطة ربط أساسية بين مجموعة موانئ Cai Mep-Thi Vai وخطوط الشحن العالمية؛ لتعزيز كفاءة العمليات وسلاسة حركة البضائع.