أطلقت الصين أول سفينة حاويات في العالم تعمل بمفاعل الملح المنصهر الثوريوم (TMSR). في إنجاز رائد قد يحدث ثورة في مجال الدفع البحري النووي وتقنيات الشحن منخفض الانبعاثات.
الصين تطلق أول سفينة حاويات في العالم تعمل بالثوريوم
وتتميز السفينة، المسماة “KUN”، بنظام دفع نووي قائم على مفاعل الملح المنصهر الذي يستخدم الثوريوم كوقود. وهي مادة أكثر وفرة وأمانًا من اليورانيوم.
ويعتبر هذا النظام خطوة نحو تحقيق أهداف الاستدامة. حيث ينتج الحد الأدنى من النفايات المشعة طويلة العمر، ويقلل خطر الانصهار الكارثي لعمله عند ضغط منخفض. ما يخفف المخاوف الدولية بشأن السفن التجارية التي تعمل بالطاقة النووية.
وتحمل السفينة شعار “احتضان مستقبل خال من الكربون” (Net Zero Future). ما يرسخ ريادة الصين في تقنيات الجيل التالي النووية.
التكنولوجيا النووية المتقدمة والاستدامة
يحاكي تصميم المفاعل على متن السفينة “KUN” قدرات مفاعلات S6W المستخدمة في غواصات البحرية الأمريكية. ولكنه يضيف مزايا ملحوظة في السلامة والاستدامة. نقلًا عن “intellinews“.
وتشير التوقعات إلى أن نظام الدفع منخفض الانبعاثات في السفينة سيسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف العالمية لإزالة الكربون من قطاع الشحن البحري. والتي تدعو إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50% بحلول عام 2050 بموجب لوائح المنظمة البحرية الدولية (IMO).
كما يمنح هذا الابتكار الصين استقلالية في مجال الطاقة عن الوقود الأحفوري. وقد صرح مهندس نووي صيني لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” في 10 نوفمبر: “قد يمثل هذا نقطة تحول حقيقية في مجال الطاقة البحرية النظيفة”.
سياق التنافس النووي والمسارات الملاحية الجديدة
تأتي هذه الخطوة في ظل تنافس عالمي محموم على تطوير التكنولوجيا النووية البحرية. ففي سبتمبر، زعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا حققت تقدمًا هائلًا في مجال التكنولوجيا النووية بتطوير أول مفاعل دورة وقود مغلقة على نطاق صناعي. وهو مفاعل “BREST-OD-300”. وتعتبر تقنية دورة الوقود المغلقة إستراتيجية لإعادة معالجة الوقود النووي المستهلك وإعادة استخدامه.
ومن بين التطبيقات الروسية لهذه التكنولوجيا بناء كاسحات جليد تعمل بالطاقة النووية. لفتح المجال أمام عبور البضائع عبر ما يسمى بـ”الطريق الشمالي” الذي يمر عبر شمال روسيا. ويقلل أوقات الرحلات بمقدار الثلث.
وقد وسعت روسيا استخدام هذا الطريق الذي أصبح أكثر قابلية للعبور بفضل الاحتباس الحراري. وفي أكتوبر، وقعت بكين وموسكو اتفاقية تعاون لتوسيع هذا الطريق التجاري. ما يعكس الأهمية الجيوسياسية والتجارية للاستثمار في الدفع النووي المتقدم.












