ما زالت منطقة البحر الأحمر تعاني من اضطرابات؛ نتيجة الهجمات التي تتعرض لها السفن التجارية في البحر الأحمر؛ ما أثر على أسعار الشحن البحري.
وبسبب تلك الاضطرابات، اضطرت شركات الشحن البحري إلى تحويل مسار رحلاتها لرأس الرجاء الصالح، وسط مخاوف من تزايد هذه الهجمات التي تهدد السفن؛ لتظل تكاليف الشحن مرتفعة في عام 2025.
“ميرسك” و”هاباج لويد” تتجنبان البحر الأحمر
ودفعت هذه المخاوف شركتي الشحن العالميتين لخدمات الشحن البحري “ميرسك” و”هاباج لويد” إلى تجنب مرور سفنهما عبر البحر الأحمر واستخدام طريق رأس الرجاء الصالح.
وقالت الشركتان: “إن المسار البديل يتطلب فرض رسوم إضافية، وأنهما ستعودان إلى مسار البحر الأحمر عندما يصبح ذلك آمنًا”.
وأضافتا أن القرار الخاص باتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، رغم أنه الأطول حول إفريقيا، جاء بعد دراسة متأنية إثر المخاوف الأمنية المستمرة في البحر الأحمر.
ارتفاع أسعار الشحن
وكان مؤشر “دروري” العالمي المركّب، الخاص بشحن الحاويات “world container index”، قد أشار إلى ارتفاع أسعار الشحن البحري خلال النصف الأول من عام 2024 بنسبة تجاوزت 200 %؛ لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف سبتمبر 2022.
واتفق معه في هذا التحليل، تقرير مؤشر “البلطيق” الذي يرصد أسعار الشحن عالميًا بين بعض الخطوط الرئيسة التي تمر عبر المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي وقناة السويس. الذي أكد ارتفاع أسعار الشحن البحري عالميًا بنسبة 235 % خلال 2024.
مؤشر أسعار شحن الحاويات
تذبذبت أسعار شحن الحاويات بشكل كبير بين يناير 2023 وأكتوبر 2024، بحسب أحدث تقرير نشرته شركة ساتيستا (Statista) البحثية المتخصصة في بيانات السوق على مستوى العالم.
وقالت “ساتيستا” إن الأسعار انخفضت إلى أدنى مستوى لها في أكتوبر 2023. عندما كان سعر الحاوية 40 قدمًا يبلغ 1342 دولارًا فقط. بعدها شهدت أسعار الشحن العالمية ارتفاعًا كبيرًا.
وتجاوزت سعر الحاوية 5900 دولار في يوليو 2024، وهي أعلى قيمة مسجلة. كما نوهت إلى أن أسعار الشحن انخفضت من جديد اعتبارًا من 10 أكتوبر 2024؛ لتصل إلى 3349 دولارًا لكل حاوية 40 قدمًا.
تأثر صادرات النفط
أرجعت الشركة البحثية هذه الأسعار إلى تأثير الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وغزة ولبنان؛ ما انعكس بشكل كبير على صادرات النفط في المنطقة؛ الأمر الذي زاد من تفاقم الأسعار.
سلسلة التوريد العالمية
وأوضحت أن سلسلة التوريد العالمية نظام هش يتكون من روابط عدة. ويمكن لعامل واحد أن يؤدي إلى تأثيرات متتالية لسلسلة التوريد التي تحتاج إلى العمل بشكل صحيح حتى يعمل النظام بصورة متكاملة.
وتابعت “ساتيستا” أن وباء “كوفيد-19” تسبب في إلحاق الأضرار بشحن الحاويات، فمنذ بدايته كان على صناعة الشحن أن تكافح مع إغلاق الموانئ والازدحام، ونقص العمالة، والصعوبات في استخدام المعطيات المتاحة، فضلًا عن نقص حاويات الشحن الجديدة. كما زادت تكاليف تشغيل أسطول الحاويات.
ولم تساعد زيادة الأسعار على تغطية النفقات المتزايدة، فكان مشغّلو سفن الحاويات يعلنون عن هوامش ربح تشغيلية عالية قياسية منذ بداية الوباء.
تداعيات زيادة أسعار الشحن
أكدت الشركة أنه رغم ارتفاع هوامش الربح، إلا أن زيادة سعر الشحن تركت بعض التداعيات، ففي الربع الثاني من عام 2023 بلغ متوسط هامش ربح شركات شحن الحاويات الرئيسية 8.9 %، بانخفاض قدره 50 % تقريبًا مقارنة بذروة الأرباح قبل الفوائد والضرائب في الربع الأول من عام 2022.
ولفتت إلى أنه في ظل هذا الانخفاض تكافح شركات النقل باستخدام أرباحها السابقة لزيادة قدرتها الاستيعابية؛ عن طريق شراء حاويات جديدة، رغم أنه يتم استلامها بعد سنوات.
تعديل أسعار الحاويات
يذكر أن منظمة البيمكو العالمية المتخصصة في أعمال الشحن أشارت، في آخر تقرير لها خلال منتصف العام الجاري، إلى أن شركات النقل العالمية تعدّل أسعار الحاويات الفورية بالزيادة أو النقصان طبقًا لارتفاع أو انخفاض استخدام الطاقة الاستيعابية.