قناة السويس: 166 سفينة عدلت مسارها من رأس الرجاء الصالح منذ فبراير الماضي

قناة السويس
قناة السويس

أكدت التقارير الصادرة عن المؤسسات الملاحية الدولية أهمية الدور الحيوي، الذي تلعبه قناة السويس المصرية. في حركة واردات النفط إلى أوروبا.

وكشفت إحصاءات الملاحة في القناة، أن 166 سفينة عدلت مسارها لعبور قناة السويس. بدلا من طريق رأس الرجاء الصالح منذ بداية فبراير الماضي.

وقالت الإحصاءات بحسب بيان هيئة القناة اليوم، إن هذا يعكس تأثير الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، على حركة السفن عبر القناة.

مرور شحنات الوقود لأوروبا عبر قناة السويس

وأظهرت بيانات مؤسسة “كبلر” التحليلية، أن نصف شحنات الوقود الخاصة بالاتحاد الأوروبي، خلال شهر مارس، قد عبرت من خلال قناة السويس.

ولفتت المؤسسة إلى أن هذه الشحنات قد عبرت القناة في فترة الهدوء النسبي. التي أعقبت بدء عودة الاستقرار في المنطقة خلال فترة الهدنة.

وأشارت إلى أن هذا يبرز اهتمام شركات الشحن الكبرى في استئناف العبور من القناة. بمجرد استقرار الوضع في المنطقة.

أرقام غير مسبوقة للهيئة

وقبل تصاعد التوترات الأمنية، سجلت إحصاءات القناة لعام 2023 أرقاما قياسية غير مسبوقة.

وقالت الهيئة إن 26434 سفينة عبرت، بحمولات صافية تقدر بنحو 1.6 مليار طن. مع تحقيق إيرادات سنوية تجاوزت 10.3 مليار دولار.

تعزيز العلاقات مع الخطوط الملاحية

وفي ضوء التطورات الأمنية في المنطقة، أكدت هيئة قناة السويس التزامها المستمر بتعزيز علاقاتها الاستراتيجية. مع الخطوط الملاحية الكبرى، والمنظمات البحرية الدولية.

وأوضحت الهيئة أنها تبذل جهودًا متواصلة للتواصل الفعال مع عملائها، عبر عقد لقاءات دورية مع قادة المجتمع، الملاحي الدولي.

وأشارت إلى أن أهم هؤلاء القادة هم الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، ورؤساء أكبر الشركات الملاحية.

وقالت إنها أحرت مشاورات حول التحديات الجيوسياسية والأمنية، وتأثيراتها على استدامة سلاسل الإمداد العالمية.

تأتي هذه الجهود المثمرة في إطار تعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين.

ومن أهم أوجه التعاون زيادة الاستثمارات لمجموعة “ميرسك”، في ميناء شرق بورسعيد. ومشروع تخريد السفن بميناء دمياط.

واعتبرت أن هذه المشاريع تعكس الدور المركزي الذي تلعبه قناة السويس، في دعم الأنشطة الملاحية في مصر.

1

ميرسك تؤكد أهمية القناة

كما واصلت “ميرسك” التأكيد على أهمية قناة السويس كمسار رئيسي لتحالف “جمني”، الذي يجمع بينها وبين مجموعة “HAPAG-Lloyd” الألمانية.

إضافة إلى ذلك، شهد العام الماضي توقيع اتفاقية مع “MAERSK TRAINING” لتنظيم برامج تدريبية متخصصة للعاملين في الهيئة في مجالات القيادة وإدارة الأزمات.

فضلاً عن تقديم برامج تدريبية لربابنة السفن لتعليمهم تقنيات العبور الآمن لقناة السويس.

MSC لا تفضل العبور من رأس الرجاء الصالح

وتتجلى أهمية قناة السويس أيضاً في تصريحات كبار المسؤولين في القطاع الملاحي، مثل السيد سورين توفت، الرئيس التنفيذي للخط الملاحي “MSC“.

وأكد “توفت” في تصريحاته على عدم تفضيله لعبور طريق رأس الرجاء الصالح بسبب افتقاره للخدمات الأساسية.

وأبدى الرئيس التنفيذي لـ “MSC” استعداده لاستئناف العبور عبر قناة السويس حال استقرار الأوضاع.

القناة ممر لا غنى عنه

فيما أكد السيد أرسينيو دومينجيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، أن قناة السويس هي ممر لا غنى عنه في حركة التجارة العالمية.

وأشاد أمين عام المنظمة بما تحققه القناة من خفض للانبعاثات الكربونية الضارة.

بينما أشار السيد جيرارد ميستراليت، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، إلى أن ممر “IMEC” لن ينافس قناة السويس نظرًا لاختلاف الطاقة الاستيعابية لهذا الممر مقارنة بالقناة.

خدمات ملاحية متعددة

رغم تصاعد التحديات، تواصل القناة تقديم خدماتها الملاحية بشكل غير منقطع.

وتسعى الهيئة إلى تطوير المجرى الملاحي وتعزيز مستوى الخدمات المقدمة من خلال مشاريعها المتواصلة.

ومن أبرز هذه المشاريع توسيع القطاع الجنوبي للقناة، ما أدى إلى تحسين الأمان الملاحي وزيادة قدرة القناة على استقبال سفن كبيرة.

وفي إطار تعامل الهيئة مع الأزمات، قامت ترسانة بورسعيد البحرية بتقديم خدمات الصيانة لسفينتين تابعتين لشركة MSC.

بينما نجحت شركة ترسانة السويس البحرية في إجراء إصلاحات عاجلة للسفينة اليونانية “ZOGRAFIA” بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر.

بالإضافة إلى توفير خدمات الإنقاذ للناقلة “SOUNION” بعد تعرضها لهجوم آخر في نفس المنطقة.

2

التكيف مع الأزمات

تثبت هذه الجهود قدرة قناة السويس على التكيف مع الأزمات وتلبية احتياجات عملائها من خلال تحسين الخدمات الملاحية وزيادة الاستثمارات.

وأكدت الهيئة أن هذه الجهود عززت مكانتها كأهم ممر ملاحي في العالم، ويمثل رمزًا للصمود والتحدي.