قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن أزمة البحر الأحمر، لم تسهم في إنشاء طريق بديل مستدام لقناة السويس، وأكدت في الوقت نفسه أهمية القناة في ضمان استدامة واستقرار سلاسل الإمداد العالمية.
أسباب ارتفاع الأسعار الملاحية
وأضاف رئيس الهيئة أن ارتفاع نوالين الشحن وزيادة التكاليف التشغيلية وقيمة التأمين البحري سببه اتخاذ العديد من الخطوط الملاحية لطريق رأس الرجاء الصالح.
وتابع أن زيادة مدة الرحلات أدى إلى رفع استهلاك الوقود، ومستوى الانبعاثات الكربونية الضارة في البيئة البحرية.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعه اليوم الأربعاء مع جيرارد ميستراليت، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للممر الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط أوروبا”IMEC”.
كما حضر اللقاء السفيرة نجلاء نجيب، نائب مساعد وزير الخارجية.
القناة حلقة الوصل الأقصر والأكثر أمانًا
وأوضح الفريق أسامة ربيع أن قناة السويس هي حلقة الوصل الأسرع والأقصر والأكثر أمانًا بين الشرق والغرب. بالإضافة إلى كونها ركيزة أساسية اعتمدت عليها صناعة النقل البحري على مدار ما يزيد عن قرن ونصف من الزمان.
كما أكد رئيس الهيئة أن قناة السويس تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة لعملائها. ووفرت الوقت والتكلفة والخدمات البحرية واللوجيستية لخدمة حركة التجارة العالمية.
فرص واعدة
كما أشار إلى أن القناة تحمل المزيد من الفرص الواعدة لتحقيق الاستفادة الأمثل، بالتزامن مع تنفيذ الدولة المصرية لخطة تطوير شاملة وطموحة.
وأعلن الفريق أسامة استعداد القناة للتعاون مع كافة الأطروحات والمشروعات البحرية الجديدة. لتعزيز التجارة الدولية، وتسهيل العمليات اللوجيستية لنقل البضائع.
وذكر أن قطاع النقل البحري يستحوذ على النسبة الأكبر من حجم التجارة العالمية.
وبحث الفريق أسامة مع المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي الجهود التي بذلتها الهيئة لخفض تأثيرات الأزمة، واستحداث حزمة من الخدمات الجديدة.
وقال إن الهيئة تبنت سياسات تسويقية وتسعيرية مرنة، أبرزها تثبيت مستوى رسوم العبور عبر القناة. والتواصل مع الخطوط الملاحية وكبرى شركات الشحن.
مؤشرات إيجايبة بالبحر الأحمر
وأضاف رئيس القناة أن هناك العديد من المؤشرات الإيجابية لبدء عودة الاستقرار للمنطقة. ونوه إلى أن هذه المؤشرات شجعت العديد من السفن بتعديل مسارها والعبور من القناة مرة أخرى.
من جانبه، أبدى مبعوث الرئيس الفرنسي عن تطلعه لمناقشة سبل التعاون، واكتشاف فرص التعاون في مشروعات القناة المختلفة.
وأكد المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي أن الممر الاقتصادي “IMEC” لن يكون منافسًا لقناة السويس.
الاختلاف بين القناة والممر الجديد
وقال “ميستراليت” إن القناة والممر الاقتصادي يختلفان من ناحية الطاقة الاستيعابية لحجم التجارة. والذي النقل البحري في بعض مراحله بالإضافة إلى النقل بواسطة السكك الحديدية.
كما أضاف أن طرق الممر الجديد مازالت قيد الدراسة، وأن هناك بدائل قد تؤدي إلى التعاون مع مصر من خلال العبور بقناة السويس.
أهمية الجهود المصرية
من جانبها، أكدت السفيرة نجلاء نجيب على جهود الدولة المصرية لتطوير البنية التحتية للقناة خلال السنوات العشرة الماضية. لتكون مصر نقطة محورية أساسية.
وأشارت إلى إمكانية التعاون المستقبلي مع القناة لتصبح مصر جزءًا من الممر الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط أوروبا “IMEC”.
يذكر أن الزيارة شملت تفقد محاكيات التدريب بأكاديمية التدريب البحري والمحاكاة، كذلك مارينا يخوت القناة السويس. بالإضافة إلى جولة في قناة السويس الجديدة، ثم زيارة متحف قناة السويس الذي يحوي مقتنيات تاريخية حول تاريخ القناة منذ بداية الحفر وحتى الآن.