المهندسة البحرية رويدا الشرقاوى، الفتاة الوحيدة ضمن دفعتها 94 بكلية النقل البحري بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
وقد تسلحت بالإيمان والتحدي لتحقق حلمها الكبير الذي بدأ يكبر مع دعم أسرتها ماديًا ومعنويًا.
تكريم المهندسة البحرية
كما تم تكريم رويدا ضمن المتفوقين والمتفوقات من خريجي كلية النقل البحري في كافة التخصصات.
تقول رويدا الشرقاوي في حوارها لـ “عالم الموانئ” إن المرأة في المجال البحري اليوم قوية.
وقد مكنت المنظمة البحرية الدولية عمل المرأة في المجال البحري، وخصصت لها يوم 18 مايو من كل عام للاحتفال بيوم المرأة العالمي في العاملة في البحر.
مبادرة ولي العهد
وذكرت رويدا أنه لولا مبادرة ولي العهد السعودي في المساواة، والحفاظ على حقوق المرأة لما جاءتني فرصة العمل بالمملكة.
وقالت إن الخوف تبدد حين بدأت العمل بفضل رؤسائي الذين شجعوني على العمل والابتكار في ظل تحديثات بين يوم وآخر في هذه الصناعة.
والهندسة البحرية جزء هام وأصيل في هذه الصناعة.
تخرج أول فتاة سعودية
أضافت رويدا بقولها رغم إن الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري قد تخرج منها أول فتاة سعودية ضابط بحري.
إلا أن إقبال الفتيات السعوديات لايزال ضعيفا رغم وجود 7 معاهد وأكاديميات وكليات بحرية معتمدة بالمملكة.
بدايتها
كانت المهندسة البحرية رويدا الشرقاوى قد تخرجت عام 2023 وقضت فترة تدريبها على متن السفينة عايدة 4، ثم اتجهت للعمل في شركة نما للملاحة البحرية بمدينة جدة.
وهي تؤكد بأنها تعد نفسها لعمل دراسات عليا بالأكاديمية لاستكمال مسيرة حلمها وطموحها.
وهي من مواليد برج العذراء وتسعى للوصول إلى هدفها بالعمل الجاد هو أهم مميزاتها.
نص الحوار
– لماذا جاء اختيارك الالتحاق بكلية النقل البحري قسم الهندسة البحرية رغم انه مجال ذكوري ؟ وما هو تقييمك لدخول المرأة هذا المجال ؟!
تحدي للظروف القاسية، وأنه لا يوجد عمل يقف أمام الأنثى، وأن المرأة تقدر على فعل كل شيء وكل مهنة.
فالمرأة في العالم البحري اليوم قوية، جبارة، وتتحدى باستمرار التصورات التقليدية القديمة.
ومثلما قال الأمين العام السابق للمنظمة البحرية الدولية العالم البحري يتغير وللأفضل، إذ تتوفر للنساء فرص عمل جديدة وهامة في هذا القطاع.
تعرف أن المنظمة البحرية الدولية اعتمدت يوم 18 مايو من كل عام باليوم الدولي للمرأة العاملة في المجال البحري.
وهذا يعني تعزيز مكانة المرأة على المستوى الدولي، وتوظيفها المستدام في القطاع البحري وتمكينها من العمل البحري بمختلف التخصصات.
– كنت الفتاة الوحيدة في دفعة 94 كيف نجاحتى في التغلب علي تحديات الطريق حتى التخرج ؟
بالمقاومة والاستمرار في كل أزمة تواجهني حتى أكملت سنين الدراسة وقد ساعدتني أسرتي على مواجهة هذا التحدي بل شجعتني وكانت تؤازرني وتدعمني.
وأعتقد أن هذا كان الترياق الحقيقي في الاستمرار والنجاح؛ فقد كان التشجيع جدا كبير وفضل عظيم على معنويًا وماديًا حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن وتشجيعهم مستمر معي.
– تم تكريمك أكثر من مرة بالأكاديمية العربية، لماذا ؟
تم تكريمي بناءا على اجتهادي وحسن سلوكي، والتواصل الجيد مع زملائي من جميع الثقافات بين القباطين والمهندسين.
نعم كان دافع كبيرا جدا في الاستمرار بفضل تشجيع رئيس الأكاديمية وتواصله الدائم معي، وقوله إنني سأصبح شخصا مهما يوما ما.
وتعرف أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري قد شهدت عام 2013 تخريج أول فتاة مصرية تعمل كقبطان في مصر، وهي تمارس عملها بكفاءة وبجدارة.
كما تلاها بعد ذلك عدد من الفتيات اللاتي تخرجن للعمل في المجال البحري.
وهناك عدد من الفتيات التي يتم تأهيلهن الآن للعمل بنفس المجال؛ فهناك تشجيع كبير من الأكاديمية لدخول الفتيات هذا المجال.
– لماذا جاء اختيارك للعمل بالمملكة ؟
تتخذ المملكة خطوات مهمة لدعم وتعزيز دور المرأة في المجال البحري كجزء من جهودها في رؤية 2030.
وتهدف المملكة إلى تنويع الاقتصاد وزيادة مشاركة المرأة في مختلف القطاعات؛ ولأن المملكة تعمل على خلق المزيد من فرص العمل للنساء في الصناعة البحرية.
مثل إدارة السفن وعمل الموانئ لكسر الحواجز التقليدية، والسماح للمرأة لتولي أدوار كانت يهيمن عليها الذكور فى السابق.
– هل وجدت أي تمييز في عملك كونك فتاة ؟
نعم كان هناك تميز ومخاوف على سلامتي وأمني بين الرجال؛ لأنه شيء جديد على المرأة.
لكن مع الوقت تبدد هذا الخوف بدعم من رؤسائي بما منحوه لي من أمان وتحفيز بل ودفعاني للابتكار في عملي.
– حققت المملكة بفضل رؤية 2030 إنجازات ضخمة في مجال النقل البحري والمينائي واللوجيستيات، كيف ترين ذلك ؟
كانت رؤية 2030 نقطة تحول في قطاع النقل البحري والموانئ والخدمات اللوجستية فى المملكة؛ من حيث تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط.
بالإضافة إلى ترقية البنية التحتية لموانئها مثل ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك عبد العزيز.
وكان هناك توسيعات كبيرة وتحسينات تكنولوجية وبسبب هذه التحسينات أصبحت مركز لوجستي في المنطقة.
كما أن لموقع المملكة أهمية استراتيجية كبيرة؛ فهي بوابة قارة آسيا وملتقى ثلاث قارات.
وقد حصدت ثلاث موانئ سعودية على تصنيف عالمي ضمن أفضل 100 ميناء على مستوى العالم وفقًا للويدز ليست.
وهي خطوات يشهد لها العالم في فترة زمنية قصيرة فأصبحت المملكة تنافس عالميًا.
– هل ترين أن هناك إقبال من الفتيات السعوديات للدخول في هذا المجال في ظل الاستراتيجية الوطنية للنقل البحري واللوجيستيات ؟
نعم وجدت اهتمام منهن خاصة مع التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المملكة ولايزال المجال البحري يعتبرًا جديدًا على المراة السعودية.
وأعتقد وجود أول فتاة سعودية تخرجت من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى ربما يشجع الكثيرات من دخول هذا المجال.
وهنا بالمملكة أصبح لديهم 7 معاهد وأكاديميات وكليات بحرية معتمدة مع حرص المملكة على بناء أسطول بحري كبير يرفع العلم السعودي عدا التطورات الكبيرة في هذا المجال.
كل هذا يشجع الكثيرات من الفتيات السعوديات لاقتحام هذه المجالات الجديدة في عالم المرأة؛ في ظل تشجيع المملكة لتمكين المرأة.
– في عصر الأتمتة والرقمنة، كيف ترين خريج الكليات البحرية وفق متطلبات سوق العمل وأيضا الهندسة البحرية التي تتطور تطورا تقنيا كبيرا ؟
بكل تأكيد التعليم البحرى اختلف وتطور كثيرا في ظل أدوات الثورة الصناعية الرابعة وفق قواعد المنظمة البحرية سواء الموانئ الذكية وأتمتة إجراءاتها، وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وبحكم أننب مهندسة بحرية إذ نشهد تحديثات بين يومًا وآخر سواء في استخدمات استخدمات الطاقات البديلة كالهيدروجين الأخضر والأمونيا أو استخدمات طاقة الرياح؛ حيث الأشرعة الدوارة وكذا كافة المعدات الحديثة للسفن اليوم.
– باعتبارك اول مهندسة بحرية مصرية تعمل بالمملكة ماهو شعورك اليوم ؟
أشعر بالفخر تجاه نفسي وأمي التي دعمتني في الاستمرارية والنجاح، وشكرًا لولي العهد محمد بن سلمان الذي كان سببًا في هذه التطور والانفتاح الذي سمح لي أن أعمل في هذا المجال.
وحقق الحلم في المساواة بين الرجل والمرأة، وحماية حقوق المرأة المعنوية والأسرية والعملية؛ فالكل في المملكة تحت رعايته بفضل جهوده المبذولة.