قال الدكتور أحمد العبري، الرئيس التنفيذي لشركة موانئ أسياد العمانية، إن مجموعة موانئ أسياد تشكل الذراع الحكومى لتنمية وإدارة القطاع اللوجيستي بكامله في سلطنة عمان، ويُعتبر هذا القطاع أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية عمان 2040.
“موانئ أسياد” العمانية تواجه أزمة البحر الأحمر
وأشار “العبري”، إلى أن المجموعة تضم الموانئ وخدمات النقل البحري، وتُشارك في مجموعة واسعة من الأنشطة اللوجيستية، حيث تعمل بشكل وثيق مع شركاء استراتيجيين بهدف تحقيق تطور كبير في القطاع اللوجيستي بالسلطنة.
ميناء الدقم العمانية
وفي مقابلة مع “العربية Business”، أكد أن ميناء الدقم يحتل مكانة استراتيجية بسبب موقعه الهام، وأن السلطنة بشكل عام تحظى بموقع جغرافي قريب من خطوط الملاحة الدولية الرئيسية.
واستكمل: “ميناء الدقم شهد تطوراً مستمراً عبر الفترات، وتم افتتاح محطة الحاويات الجديدة، التي تتسع للعديد من الحاويات، مما يمثل نقلة نوعية لنقل السلطنة وللمجموعة، ويسهم في تعزيز البنية التحتية اللوجيستية وتعزيز دور السلطنة كمركز متقدم لدعم سلاسل الإمداد”.
شركة موانئ أسياد العمانية
وأوضح رئيس شركة موانئ أسياد العمانية، أن تأثير أزمة البحر الأحمر على قطاعي الشحن البحري والموانئ يعتبر كبيرًا، ويتوقع أن تستمر التداعيات بشكل يؤثر مباشرة على المستهلك في المستقبل، ويتمثل التأثير الحالي بشكل كبير في شركات الشحن، التي تعمل جاهدة لاتخاذ قرارات مناسبة لضمان استمرارية التجارة بين الشرق والغرب.
وبخصوص إستحواذ شركة آي.سي.تي الروسية، قال “العبري”، أن الشركة قامت ببيع حصتها في بولي ميتال للذهب لكونسورتيوم تملكه عمان، ويتم التأكيد على دور الموانئ العمانية كداعم رئيسي لشركات الشحن، وهي تعكس استعدادًا لتحول في نمط حركتها من خلال إقامة محطات للحاويات ومنصات قريبة من خطوط الملاحة الدولية، وتعمل على تقديم حلاً متكاملًا يشمل المحطات ووسائل النقل البحري والأنشطة اللوجستية.
تصدير الحاويات
وأوضح أن شركات الشحن العالمية في حوار مستمر مع المجموعة لاستغلال الموقع الاستراتيجي للسلطنة للقيام بإعادة تجميع أو تصدير الحاويات من الشرق وإلى الغرب والعكس لأن السلطنة تمثل نقطة التقاء.
اقرأ أيضاً: بسبب هجمات الحوثيين.. تراجع حركة شحن البضائع بنسبة 30% في البحر الأحمر
وذكر أن ما يحدث اليوم هو أن الشركات قد تدور حول إفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، ولكن هذه سلاسل إمداد وليست فقط سبل شحن ما يعني أنه كلما استمر هذا الوضع والدوران حول إفريقيا فإن ذلك سيؤدي إلى تعطل كبير في سلاسل الإمداد الأخرى التي تتبع إيصال الشحنات للمستفيدين.
شركات شحن
وأضاف أن سلطنة عمان وغيرها من الدول في هذه المنطقة تأتي كمساند عبر عدة أنماط أولها مطبق حاليا وبدأ مؤخرا في شهر يناير الحالي، وهو أن شركات شحن عادة تنتقل إلى جزء من العالم من الشرق إلى منطقة الخليج لتقوم بإنزال جميع بضائعها في محطة “الدقم”، وباخرة أخرى من البواخر التى مازالت تعبر البحر الأحمر تأتي إلى المحطة و تأخذ هذه البضائع ثم تكمل طريقها إلى أوروبا لأن حركة الملاحة لم تتوقف بشكل كامل في البحر الأحمر.
أما النمط الثاني فإن المجموعة مدت جسرا “بحريا” ويتم إنزال شحنات في محطة الدقم ثم تقوم سفن تابعة للمجموعة أو سفن تابعة لشركات ما يسمى بالـ”feeder” وتقوم بإيصالها إلى الموانئ الموجودة داخل البحر الأحمر.
الجسر البحري
أما النمط الثالث فيتم عبر إنزال البضائع في السلطنة وتعبر برا إلى الدول المجاورة ولم يتجاوز الجسر البري منطقة الخليج أما الجسر البحري فهو ممكن للموانئ الموجودة داخل البحر الأحمر وتتعرض حاليا لتداعيات بسبب هذه الأزمة.
وقال إن الوقت حان لترتقي مجموعة “أسياد” إلى مستويات أداء أعلى بكثير، فالموقع الاستراتيجي الذي استمر الحديث عنه لسنوات طويلة لا يمكن تمكينه إلا عن طريق تمكين الأسواق العالمية وحال طلبت خدمة معينة فالمجموعة لديها كل أساسيات توفير الخدمات.
موانئ صغيرة بالسلطنة سيكبر
وأشار إلى توسعات في موانئ صغيرة بالسلطنة سيكبر حجمها في المستقبل القريب وستكون مغذية للاقتصاد العماني، أما المحطات في الموانئ الكبيرة فتستهدف التجارة العالمية نظرا لأن السلطنة في وسط العالم من ناحية الموقع الاستراتيجي وسلاسل الإمداد تحتاج إلى أن تكون عمان ممكنا رئيسيا ولا يحدث هذا إلى بوجود مجموعات تعطي الحل المتكامل.
هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر
ووفقًا لصندوق النقد الدولي، شهدت حركة المرور في البحر الأحمر انخفاضًا بنسبة لا تقل عن 30 في المئة هذا العام بسبب الهجمات.
وتنفذ القوات الأمريكية والبريطانية سلسلة من الضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير، حيث يقوم الجيش الأمريكي بشكل فردي بشن ضربات بين الحين والآخر على صواريخ يزعم أنها معدة للإطلاق.
وتقول واشنطن ولندن أن هدف هذه الضربات هو تقليص قدرات الحوثيين على تهديد حركة الملاحة.
استهداف السفن الأمريكية والبريطانية
وردًا على هذه الضربات الغربية، بدأ الحوثيون في استهداف السفن الأمريكية والبريطانية في المنطقة، معتبرين مصالح البلدين “أهدافًا مشروعة”.
اقرأ أيضاً: عميد كلية النقل الدولي السابق: الشحن البحري يشكل عمود الحركة التجارية الدولية
وفقًا لمصادر مطلعة، رست سفينة عسكرية إيرانية في ميناء الصليف بشمال الحديدة اليمنية، صباح يوم الأحد الماضى.
ميناء الصليف
يُذكر أن ميناء الصليف قد تحوّل إلى ميناء عسكري مغلق تابع للحوثيين وحلفائهم، حيث تنشط فيه عناصر من حزب الله اللبناني وخبراء إيران.
وقد نقلت السفينة، بحسب المصادر، أسلحة مباشرة للحوثيين من دون مواجهة من القوات الدولية في المنطقة، ومن بين الأسلحة المنقولة، مسيّرات، وصواريخ موجّهة، وألغام بحرية متطورة، ومعدات رادارات بحرية وتحديد مواقع.
البحر الأحمر وخليج
يأتي هذا التحرك في سياق إعلان إيران عن عودة مجموعة قتالية بحرية بعد مهمة في البحر الأحمر وخليج عدن يوم السبت الماضي.