«سفاجا 2».. بوابة جديدة للتجارة العالمية وخطوة في طريق ربط البحر الأحمر بصعيد مصر

"سفاجا 2": بوابة مصر الجديدة للتجارة العالمية وتنمية الصعيد في سباق التحول اللوجستي الكبير
"سفاجا 2": بوابة مصر الجديدة للتجارة العالمية وتنمية الصعيد في سباق التحول اللوجستي الكبير

في ظل التوجيهات الحكيمة والمتابعة المستمرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية. التي تهدف إلى ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي رائد في مجالات النقل البحري، والخدمات اللوجستية المتكاملة، وتجارة الترانزيت. تواصل وزارة النقل، بقيادة الفريق مهندس كامل الوزير، تنفيذ برنامج طموح وغير مسبوق لتطوير المنظومة المينائية المصرية. يشكل هذا البرنامج ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة لتعزيز البنية التحتية القومية.

المحطة متعددة الأغراض “سفاجا 2”

يأتي مشروع المحطة متعددة الأغراض “سفاجا 2″، ضمن ميناء سفاجا البحري. كأحد أهم وأبرز هذه المشروعات الإستراتيجية. إنه ليس مجرد إضافة جديدة لقائمة الأرصفة والمحطات. بل هو مشروع عملاق صُمم ليكون قلبًا نابضًا ضمن مشروع ميناء سفاجا الكبير. ومفتاحًا لتفعيل الإمكانات التجارية واللوجستية الهائلة لمصر على الخارطة الدولية. هذا المشروع يعكس التزام الدولة بتحقيق طفرة نوعية ترفع من القدرة التنافسية للموانئ المصرية على مستوى العالم. وتجذب المزيد من خطوط الملاحة والتجارة الدولية.

“سفاجا 2”: مواصفات قياسية وطاقة استيعابية ضخمة

يتم تنفيذ محطة “سفاجا 2” وفقًا لأعلى المعايير العالمية في مجال تصميم وإنشاء الموانئ. ما يضمن كفاءة تشغيلية عالية وقدرة على مواكبة أحدث التطورات في حركة التجارة الدولية والسفن العملاقة. حسب وسائل إعلام مصرية.

المساحة والبنية التحتية

يقام هذا المشروع الحيوي على مساحة هائلة تبلغ نحو 776000 متر مربع (أي ما يزيد عن ثلاثة أرباع مليون متر مربع). ما يوفر حيزًا كافيًا لاستيعاب كافة أنشطة الشحن والتفريغ والتخزين والتداول اللوجستي بكفاءة. وتضم المحطة رصيفًا بحريًا جديدًا يمتد بطول 1100 متر، وهو طول إستراتيجي يمكّن من استقبال عدة سفن في وقت واحد. والأكثر أهمية هو العمق الكبير لهذا الرصيف الذي يبلغ 17 مترًا، وهو عمق قياسي يضعه في مصاف الموانئ العالمية القادرة على استقبال أضخم وأحدث أنواع السفن التجارية وسفن الحاويات العملاقة المتداولة عالميًا. الأمر الذي يفتح آفاقًا واسعة أمام حركة الترانزيت والتجارة المباشرة.

انتهاء البنية التحتية وبدء إنجاز البنية الفوقية

لقد أثبتت الشركات الوطنية المصرية المشاركة في التنفيذ قدرتها الفائقة على إنجاز الأعمال الإنشائية في وقت قياسي وبجودة عالية. حيث تم الانتهاء من تنفيذ أعمال البنية التحتية للمحطة بنسبة وصلت إلى 100%. هذا الإنجاز يمثل خطوة عملاقة نحو التشغيل الفعلي للمحطة. وفي الوقت الحالي، بدأت بالفعل أعمال البنية الفوقية للمحطة. والتي تشمل توريد وتركيب أحدث الأجهزة والمعدات الخاصة بالمناولة والتخزين والتشغيل. بما يتوافق مع أحدث النظم والمعايير العالمية المطبقة في إدارة وتشغيل المحطات متعددة الأغراض.

الطاقة الاستيعابية المتوقعة

من المتوقع أن تحدث محطة “سفاجا 2” نقلة نوعية في حجم التداول التجاري للميناء والمنطقة المحيطة به. فوفقًا للمخططات الموضوعة، من المقرر أن تستوعب المحطة سنويًا ما يقرب من 2000000 حاوية (أي مليوني حاوية). وهي قدرة استيعابية ضخمة تضعها في مصاف الموانئ المحورية. بالإضافة إلى ذلك، ستكون المحطة قادرة على استقبال وتداول ما يصل إلى 7000000 طن (أي سبعة ملايين طن) من البضائع العامة سنويًا. هذا الحجم الكبير المتوقع للتداول يعكس بوضوح الأهمية الإستراتيجية للمحطة في دعم حركة التجارة الدولية لجمهورية مصر العربية وتعزيز إيراداتها القومية من العملة الصعبة.

الدور الإستراتيجي والتنموي: ربط البحر الأحمر بالصعيد

لا تقتصر أهمية محطة “سفاجا 2” على أبعادها التجارية واللوجستية فحسب، بل تمتد لتشمل دورًا تنمويًا وإستراتيجيًا محوريًا في خطة الدولة الشاملة للنهوض بالصعيد.

الممر اللوجستي المتكامل (سفاجا – قنا – أبو طرطور):

يأتي تنفيذ المحطة كجزء لا يتجزأ من خطة الدولة لإنشاء وتفعيل الممر اللوجستي المتكامل (سفاجا – قنا – أبو طرطور). هذا الممر هو واحد من 7 ممرات لوجستية دولية عملاقة تنفذها مصر حاليًا. بهدف تعزيز موقعها كنقطة ارتكاز محورية في خريطة التجارة العالمية. يهدف هذا الممر إلى توفير منظومة نقل متكاملة وسريعة وفعالة تربط موانئ البحر الأحمر ومناطق الإنتاج والتعدين في الصعيد بمناطق التصدير والاستهلاك.

بوابة تنمية إقليم الصعيد

تُعد المحطة بمثابة البوابة الرئيسية لتنمية إقليم الصعيد، حيث ستلعب دورًا حاسمًا في خدمة الأنشطة التعدينية المرتبطة بمنطقة “المثلث الذهبي”، التي تعد من أغنى مناطق مصر بالموارد المعدنية. كما ستسهم المحطة بشكل مباشر في دعم وتسهيل عمليات التصدير والاستيراد المرتبطة بمشروعات التنمية الصناعية والزراعية والسياحية في محافظات شمال، ووسط، وجنوب الصعيد.

جذب الاستثمارات وتوطين الصناعات

من المتوقع أن يؤدي وجود المحطة وتشغيلها بكفاءة عالية إلى جذب كم هائل من الاستثمارات المحلية والأجنبية في مجالات حيوية متعددة. تشمل هذه المجالات الخدمات اللوجستية المتطورة، التخزين، الصناعات التحويلية، والتجميع. إن ربط موانئ البحر الأحمر بشبكة نقل داخلية متطورة سيضمن نقل البضائع من وإلى جنوب الوادي وميناء سفاجا بأعلى مستويات الكفاءة والسرعة، ما يقلل من تكلفة التشغيل ويرفع من جاذبية المنطقة للاستثمار.

تكامل المحطة مع منظومة النقل الحديثة: تعظيم النقل السككي

لضمان تحقيق أقصى استفادة من الطاقة الاستيعابية الضخمة للمحطة، أولت وزارة النقل اهتمامًا خاصًا لتعزيز التكامل بين الموانئ البحرية وشبكة النقل الداخلي الحديثة في مصر.

الارتباط بالقطار الكهربائي السريع

سيتم ربط ميناء سفاجا البحري بـالخط الثالث لمشروع القطار الكهربائي السريع، الذي يمثل قفزة نوعية في منظومة النقل الداخلي. هذا الارتباط الإستراتيجي سيسهم في تعظيم نقل البضائع عبر شبكة السكك الحديدية بدلاً من الاعتماد الكلي على الطرق البرية. هذه الخطوة لها أبعاد اقتصادية وبيئية وإستراتيجية بالغة الأهمية.

الحد من الضغط وتحقيق الوفورات

إن تحويل جزء كبير من حركة نقل البضائع إلى السكك الحديدية سيؤدي إلى الحد من الضغط الهائل على شبكة الطرق البرية في مصر، لا سيما في محافظات الصعيد الرئيسية مثل قنا، وأسيوط، والأقصر، وأسوان. هذا التحول اللوجستي الذكي لا يحقق فقط وفورات اقتصادية كبرى من خلال خفض تكاليف صيانة الطرق وتقليل استهلاك الوقود، بل يعزز أيضًا معدلات الأمان والسلامة على الطرق، ويقلل من الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.

شراكات عالمية لضمان الكفاءة والاحترافية

إدراكًا منها لحجم المنافسة العالمية في قطاع الموانئ، حرصت وزارة النقل على تأمين أعلى معايير التشغيل والإدارة لمحطة “سفاجا 2” من خلال إبرام شراكات مع كيانات عالمية متخصصة.

عقد الالتزام والإدارة

في خطوة تؤكد على التزام الدولة بالاحترافية، قامت وزارة النقل بتوقيع العقد النهائي الخاص بمنح التزام بناء وتطوير البنية الفوقية واستخدام، وإدارة، وتشغيل، وصيانة، وإعادة تسليم المحطة متعددة الأغراض “سفاجا 2”. هذا العقد هو تتويج للتعاون مع شركات عالمية متخصصة ذات سجل حافل في إدارة الموانئ والمحطات العملاقة.

ضمان أعلى معايير الجودة

يهدف هذا التعاون الإستراتيجي إلى تطبيق أعلى معايير الكفاءة التشغيلية المتبعة دوليًا في تداول الحاويات والبضائع، ومواكبة التطور الملاحي والتجاري العالمي المتسارع. إن إسناد الإدارة والتشغيل لشركاء عالميين يضمن الاستفادة من الخبرات الدولية والتقنيات الحديثة، ما يرسخ مكانة المحطة كوجهة مفضلة لخطوط الملاحة والتجارة الرئيسية.

تعزيز الاقتصاد القومي وزيادة القدرة التنافسية

يأتي مشروع المحطة متعددة الأغراض “سفاجا 2” في صميم خطة الدولة الشاملة للنهوض بالاقتصاد القومي وتحقيق التنمية المستدامة. من خلال هذه المشروعات العملاقة، تسعى مصر إلى:

  1. زيادة القدرة التنافسية للموانئ المصرية لتنافس الموانئ الإقليمية والدولية.
  2. جذب مزيد من خطوط الملاحة والتجارة العالمية لتمر عبر الموانئ المصرية.
  3. ترسيخ مكانة مصر كمركز رئيسي ومحوري للنقل البحري والخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا.
  4. توفير فرص عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة، ودعم عجلة التنمية في محافظات الصعيد.