دخلت الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على واردات نحو 60 دولة، حيز التنفيذ اليوم الأربعاء.
وتستهدف أمريكا بشكل خاص الصين من هذه الرسوم، حيث أصبحت منتجاتها تخضع الآن لضريبة تصل إلى 104 %.
تأثير الرسوم الجمركية
التأثيرات امتدت إلى حوالي 60 شريكًا تجاريًا للولايات المتحدة، حيث تراوحت الرسوم بين 11 %، و50 %، باستثناء الصين التي فرضت عليها ضريبة بنسبة 104%.
نتيجة لذلك، تراجع مؤشر نيكاي الرئيسي في بورصة طوكيو بنسبة 5 %، ما أدى إلى تسارع خسائرها، بينما ارتفع الين مقابل الدولار الأمريكي.
الصين تعارض قرار ترامب
من جانبها، أكدت الصين اتخاذ “إجراءات حازمة وفعالة” لحماية حقوقها ومصالحها، بعد أن دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 104 % حيز التنفيذ على واردات الصين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحفي اليوم، إن الولايات المتحدة تواصل فرض تعريفات جمركية تعسفية على الصين وتضغط بلا هوادة.
وأضاف أن الصين تعارض بشدة هذا السلوك الاستبدادي والمتنمر ولن تقبله أبدًا، بحسب كلامه.
وأشار إلى أنه إذا واصلت الولايات المتحدة تجاهل مصالح البلدين والمجتمع الدولي، وأصرت على المضي في حربها التجارية، فإن الصين مستعدة لخوض المعركة حتى النهاية.
الاتحاد الأوروبي يفرض تعريفات جمركية
فيما أقرّ الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء أولى خطواته للرد على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي.
وأعلن الاتحاد فرض تعريفات جمركية على عدد من المنتجات الأميركية، من بينها الدراجات النارية، وفول الصويا، والدواجن، وفقًا لما أفادت به المفوضية الأوروبية.
تراجع النفط
على صعيد آخر، واصلت العقود الآجلة لخام برنت تراجعها اليوم الأربعاء، لتصل إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل لأول مرة منذ فبراير 2021، مع دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 5 % إلى 56.59 دولار.
تراجع الخامين القياسيين استمر على مدار خمس جلسات متتالية، منذ إعلان ترامب فرض الرسوم الجمركية الشاملة على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة.
وأثارت جميع هذه التداعيات مخاوف بشأن تأثير الحرب التجارية على النمو الاقتصادي والطلب على الوقود.
ميرسك تحذر من مخاطر الرسوم
من جهة أخرى، كشفت شركة ميرسك للشحن أن السوق الملاحية تواجه عددًا من المخاطر.
وعددت ميرسك هذه المخاطر أبرزها التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب. والتوترات السياسية والصراعات.
بالإضافة إلى مخاطر التضخم والركود، والتحديات، مثل: التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وأكدت الشركة أن التعامل مع هذه البيئة المعقدة. واتخاذ القرارات المناسبة أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى في جميع القطاعات تقريبًا.
فيما يخص سلاسل التوريد العالمية، أظهرت الشركة أن خريطة اتجاهات الخدمات اللوجستية الجديدة، تساعد على التركيز على أبرز الاتجاهات والعوامل المؤثرة في إدارة سلسلة التوريد المستقبلية.
وأشار تقرير الشركة، أمس، إلى أنها تعتمد على آراء أكثر من 500 من قادة قطاع الخدمات اللوجستية، لتحديد أهم الاتجاهات وتقييم مدى تبنيها في القطاع.
وقال كارستن كيلدال، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في شركة ميرسك. إن المحافظة على الريادة في قطاع الخدمات اللوجستية أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وأضاف “كيلدال” “لم يعد التساؤل يدور حول ما إذا كانت سلاسل التوريد ستواجه اضطرابات، بل حول كيفية تعامل الشركات مع هذه التحديات بفعالية”.
إلغاء حجوزات الشحن الآسيوية
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة Linerlytica، وهي إحدى شركات أبحاث النقل الدولي. فإن الرسوم الجمركية الشاملة المفروضة على الواردات الأميركية أدّت إلى إلغاء كبير في حجوزات الشحن الآسيوية.
وقالت Linerlytica، إن هذه التطورات ستعرقل محاولات شركات النقل لرفع أسعار الشحن عبر المحيط الهادئ.
واعتبرت الشركة أن هذا قد يؤدي إلى تباطؤ نمو حركة الحاويات العالمية بشكل كبير هذا العام. نتيجة حرب الرسوم الجمركية.
وأشارت إلى أن معدل التعريفة الجمركية الأمريكية الفعلي سيرتفع بشكل كبير إلى 36 %”.
واعتبرت أن هذا قد يفتح المجال لحرب تجارية شاملة. لافتة إلى أنه في حالة استمرار الرسوم الجمركية دون استثناءات، فقد تواجه الولايات المتحدة ركودًا تضخميًا.
بينما أوضح لارس جنسن، رئيس شركة Vespucci Maritime لاستشارات خطوط الملاحة البحرية، أن “المستوردين الأمريكيين يتبنون موقف الترقب والانتظار”.