‎منتدى سنغافورة البحري: نقص البحارة يهدد سلاسل التوريد العالمية

قطاع الشحن البحري

طرح المنتدى البحري العالمي عدد من التوصيات المهمة، التي تستهدف تحسين ظروف الحياة والعمل بالنسبة إلى البحارة.

يأتي هذا في ظل النقص المتوقع بأعداد البحارة المدرّبين. الذي سيقدر بنحو 90 ألف بحار فقط بحلول عام 2026.

تهديد سلاسل الإمداد العالمية

ويمثل النقص في أعداد البحارة تهديدًا كبيرًا لسلاسل التوريد العالمية، وسلامة العمليات البحرية. وذلك بحسب تقرير أصدره منتدى سنغافورة البحري، الذي عقد في شهر مارس الماضي.

وذكر منتدى سنغافورة البحري أن عدد العمالة البحرية وصل إلى أدنى مستوياته منذ 17 عاما. محذرا من أن هذا النقص يزيد من تعقيد مشكلة الحد الأدنى الآمن لعدد أفراد الأطقم على السفن. في حين أن بعض البنوك الكبرى بدأت في تقليص الإقراض لمالكي السفن، الذين يعرّضون رفاهية البحارة للخطر.

زيادة القلق على العاملين بالقطاع البحري

واعتبر المنتدى أن هذا النقص يعكس تزايد القلق بشأن الظروف السيئة للعمل في القطاع البحري. موضحا أن هناك نحو 1.9 مليون بحار يعملون في البحار، ويشكلون القوام الرئيسي لحركة التجارة العالمية التي تقدر قيمتها بنحو 14 تريليون دولار.

ورغم ذلك، كشفت الأبحاث الأولية أن 25 % من البحارة يتعرضون للتحرش، والتنمر. فيما ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 50 % بين البحارات الإناث. كما أشار المنتدى إلى أن 90 % من البحارة لا يحصلون على يوم عطلة أسبوعي. في حين يعانون من العزلة بسبب محدودية أو انعدام خدمات الإنترنت، ما يؤثر سلبًا على رفاهتهم النفسية والاجتماعية.

وتواجه العمالة البحرية تحديات خطيرة أخرى، مثل: قلة الخبرة، والإرهاق المتزايد، ونقص الموارد، ما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث البحرية.

وتشير التقديرات إلى أن 75 % إلى 96 % من الحوادث البحرية تنطوي على أخطاء بشرية. في حين أن 15 إلى 20 % من حالات الوفاة على متن السفن تتعلق بالإرهاق البدني، بحسب منتدى سنغافورة البحري.

الدعوة لتحسين الأوضاع

وفي ضوء هذه التحديات، شدد المنتدى على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين وضع العمالة البحرية. كما أوصى بتحسين بيئة العمل البحرية، وتوفير برامج تدريبية مستمرة لضمان تأهيلهم بشكل مناسب. بالإضافة إلى ضمان حصولهم على فترات راحة منتظمة للتخفيف من الإرهاق. كما دعا المنتدى إلى تعزيز الخدمات الاجتماعية والنفسية للبحارة.

وتشمل هذه الخدمات توفير وسائل الاتصال المستمرة مع العالم الخارجي، لضمان التفاعل الاجتماعي. والحد من العزلة التي يعانون منها.

وفي هذا السياق، أشار المنتدى إلى أن تكاتف الجهود الدولية أمر حيوي لتحسين ظروف العمل في البحر، وضمان سلامة وصحة البحارة.

وتتركز الجهود الدولية في أعمال الحكومات، والشركات البحرية، والمنظمات المعنية بالعمل البحري. فيما تسهم هذه الجهود في استدامة قطاع النقل البحري، الذي يعد عنصرًا أساسيًا في حركة التجارة العالمية.

أكبر موردي البحارة في العالم

يذكر أن الصين والفلبين وروسيا وأوكرانيا وإندونيسيا من أكبر موردي البحارة في العالم. وفقًا لتقارير القوى العاملة للبحارة الصادرة عن غرفة التجارة الدولية (ICS) ومنظمة BIMCO.

علاوة على ذلك، أشار التقرير إلى أنه قبيل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كان البحارة الروس والأوكرانيون يشكلون نحو 15 % من القوى العاملة في قطاع الشحن العالمي.

الإرهاق: أبرز تحدٍ أمام البحارة

في حين كشفت دراسة أجرتها جامعة “البحار العالمية” في عام 2024، شملت 9214 بحارًا، أن 93 % من المشاركين يعتبرون الإرهاق التحدي الأكثر شيوعًا لسلامتهم على متن السفن.

وأوضحت الدراسة أن نحو 78 % من البحارة الذين شملهم الاستطلاع، لم يحصلوا على يوم عطلة كامل طوال مدة عقدهم.

هذه الإحصائيات تبرز بشكل واضح الأثر الكبير للإرهاق على حياة البحارة. مما يستدعي إجراءات فورية لتحسين ظروف عملهم وضمان سلامتهم في البحر.