تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية.. تحولات اقتصادية وصراعات تجارية

الرسوم الجمركية الأمريكية

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء الأربعاء، فرض مجموعة من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على 180 دولة ومنطقة حول العالم.

يأتي هذا في إطار سعي “ترامب” لحماية الاقتصاد الأمريكي، والتي تمثل تحولًا كبيرًا في العلاقات التجارية الدولية.

كما تأتي هذه الخطوات ضمن سياسة اقتصادية تهدف إلى تقليل العجز التجاري الأمريكي وتعزيز الصادرات المحلية.

 الرسوم الجمركية تطال دولًا عربية

علاوة على ذلك طالت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة دولًا عربية، لكن بأقل نسبة بلغت 10 %.

تداعيات الرسوم على الاقتصادات الرئيسية

كما فرضت أمريكا رسوم بنسبة 34 % على الصين، و24 % على اليابان، و31 % على سويسرا، و46 % على فيتنام.

في حين تم تحديد نسبة 32 % على تايوان، و26 % على الهند، و50% على ليسوتو.

أما الاتحاد الأوروبي فقد أُدرجت رسوم بنسبة 20 %. فيما جاءت بريطانيا الوحيدة التي تم تحديد أقل نسبة رسوم لها، وهي 10 %.

وأوضح “ترامب” في تصريحاته، أن هذه الرسوم تهدف إلى تصحيح اختلالات التجارة العالمية.

وبين أن هذه الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من اليوم الخميس. مع التأكيد على ضرورة تحقيق توازن تجاري يحسن من الوضع الاقتصادي الأمريكي.

الرسوم الجمركية الأمريكية

الاتحاد الأوروبي: “ضربة كبرى” للاقتصاد العالمي

حذرت أورسولا فون دير لاين؛ رئيسة المفوضية الأوروبية، من أن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة تعتبر “ضربة كبرى” للاقتصاد العالمي.

وأكدت أن تبعات هذه الإجراءات ستكون شديدة على ملايين الأشخاص حول العالم، مشيرة إلى أن جميع الشركات ستعاني من هذه الخطوة.

وأضافت: “أتفق مع الرئيس ترامب في أن هناك دولًا تستفيد بشكل غير عادل من القواعد التجارية الحالية”.

لكنها شددت على أن الاتحاد الأوروبي كان دائمًا منفتحًا على التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضايا.

وأشارت “فون دير لاين” إلى أن الاتحاد جاهز للرد على هذه الرسوم إذا فشلت المفاوضات.

وتابعت: الاتحاد الأوروبي يعد حزمة من التدابير لحماية مصالحه، بما في ذلك تعزيز الحوار مع قطاعات، مثل: صناعة الصلب والسيارات والرعاية الصحية.

وأضافت أن أوروبا ستظل داعمة للقطاعات المتضررة من هذه الرسوم.

ردود فعل دولية واسعة

تشابهت ردود فعل مختلف الدول التي جاءت ضمن قائمة الدول التي شملتها الرسوم الجمركية الجديدة، على النحو التالي:

الصين:

أكد وانغ يي؛ وزير الخارجية الصيني، أن بكين مستعدة للرد الحازم إذا استمرت الولايات المتحدة في الضغط.

فيما قال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية: إنه سيتم اتخاذ تدابير مضادة لحماية حقوق الصين ومصالحها.

وأضاف أن هذه الرسوم تتجاهل التوازن الذي تم تحقيقه في المفاوضات التجارية متعددة الأطراف. بالإضافة إلى الفوائد الكبيرة التي جنتها الولايات المتحدة من التجارة الدولية على مر السنين.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، أن الحروب التجارية لا تحقق فائزين، وأن هذه السياسات تمثل ممارسة أحادية الجانب.

كوريا الجنوبية:

من جانبه، وصف هان ديوك سو؛ رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، التوترات التجارية الحالية بأنها “حرب رسوم جمركية عالمية”.

وأكد أن الوضع بالغ الخطورة ويتطلب تضافر الجهود الحكومية لدعم الصناعات المتأثرة، خاصة قطاع السيارات.

وشدد على أن الحكومة عليها اتخاذ جميع التدابير الممكنة للتخفيف من تداعيات الأزمة التجارية، معتبرًا الوضع “خطيرًا للغاية”.

كما طلب من وزير التجارة تحليل التأثيرات الدقيقة للرسوم الجمركية والعمل على تقليل الأضرار من خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة.

إيطاليا:

جورجا ميلوني؛ رئيسة الحكومة الإيطالية، اعتبرت الرسوم الجمركية الأمريكية خطوة غير موفقة، ولن تعود بالنفع على الولايات المتحدة.

وأوضحت أنها ستعمل مع الشركاء الأوروبيين لإيجاد حل يخفف من آثار هذه الرسوم على الاقتصاد الإيطالي والأوروبي.

كندا:

أكد مارك كارني؛ رئيس الوزراء الكندي، أن بلاده ستعمل بحزم وقوة لمواجهة هذا القرار، وأنها ستتخذ إجراءات مضادة ضد الرسوم الجمركية.

المكسيك:

كلاوديا شينبوم؛ الرئيسة المكسيكية، أعلنت أن المكسيك لا تخطط للرد بالرسوم الجمركية المماثلة.

ونوهت “شينبوم” إلى أنها ستتخذ خطوات شاملة لمعالجة آثار هذه الرسوم على الاقتصاد المكسيكي.

بريطانيا:

جوناثان رينولدز،؛ وزير الأعمال البريطاني، أكد أن بلاده ستتعامل مع هذا التحدي بشكل هادئ.

وشدد على التزام بلاده بالتفاوض مع الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاق يحسن من الوضع التجاري بين البلدين.

أستراليا:

وصف أنتوني ألبانيزي؛ رئيس الوزراء الأسترالي، الرسوم الجمركية بأنها “غير مبررة”.

وحذر رئيس الوزراء من أن هذه الإجراءات قد تضر بالعلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وأستراليا.

كما اعتبر جيم تشالمرز؛ وزير الخزانة، أن بلاده تتمتع بموقع فريد يتيح لها تجاوز تأثير هذه الرسوم الجمركية.

وأضاف أن أستراليا مستعدة لدعم صناعاتها وعمالها، وتحقيق أقصى استفادة من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم.

ألمانيا:

حذرت جمعية صناعة السيارات الألمانية (VDA) من أن الرسوم الجمركية ستؤثر سلبًا في النمو الاقتصادي العالمي، وستضر بالوظائف.

ودعت الجمعية الدول الأوروبية إلى السعي بسرعة لإبرام اتفاقيات تجارة حرة لتخفيف تأثير هذه الإجراءات.

وقالت هيلديجارد مولر؛ رئيسة الجمعية، إن هذه الخطوة تمثل “رفضاً لنظام التجارة العالمي القائم على القواعد”.

وأشارت إلى أن ذلك يعني الابتعاد عن الأساس الذي يقوم عليه خلق القيمة العالمية، ما يهدد بالنمو والازدهار في العالم.

وعبرت “مولر” عن استنكارها لهذا النهج الأحادي الذي يعزل الولايات المتحدة عن الشركاء التجاريين الدوليين.

البرازيل:

من جانبه، أقر البرلمان البرازيلي، أمس، “قانون المعاملة بالمثل” الذي يتيح للحكومة البرازيلية اتخاذ تدابير مضادة ضد أي إجراءات تجارية قد تؤثر سلبًا في الاقتصاد البرازيلي.

هذا القانون يمنح الحكومة البرازيلية الصلاحية لتعليق الامتيازات التجارية وفرض قيود على الاستثمارات الأجنبية في حال تأثرت قدرتها التنافسية.

كما دعت الحكومة البرازيلية إلى اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية إذا استمرت الولايات المتحدة في فرض هذه الرسوم التي قد تؤثر على الصادرات البرازيلية.