احتجزت الجمارك الألمانية ناقلة النفط الروسية “إيفينتين” التي تعطلت في بحر البلطيق قبالة سواحل جزيرة روجن الألمانية في يناير الماضي.
تفاصيل احتجاز ناقلة النفط
وأكدت وزارة المالية الاتحادية، في بيان لها اليوم الأربعاء، أن هذه المصادرة تأتي في إطار جهود الحكومة الألمانية للتحقق من السفينة وشحنتها.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة المالية، إن الإجراءات الجمركية جارية حاليًا على السفينة؛ بالإضافة إلى تنفيذ تغيير في طاقم ناقلة النفط الروسية.
وأضاف أن المصادرة هدفها تهيئة الظروف اللازمة لاستخدام السفينة وشحنتها، التي تشمل حوالي 100 ألف طن من النفط الخام.
وكانت مجلة “دير شبيغل” الألمانية قد أفادت في وقت سابق أن السفينة “إيفينتين” تم مصادرتها بالفعل، ولكن لم يتم تأكيد هذا الخبر من قبل وزارة المالية الألمانية في البداية.
انضمام الناقلة لأسطول الظل
يذكر أن “إيفينتين” تم إدراجها في قائمة العقوبات الأوروبية ضد روسيا؛ ما يجعلها جزءًا من “أسطول الظل” الروسي.
ويضم الأسطول أكثر من 150 سفينة تخضع لقيود دولية بسبب انتهاكها للعقوبات المفروضة على روسيا.
في يناير الماضي، تعطلت السفينة “إيفينتين” في بحر البلطيق بعد أن توقفت أنظمتها بشكل مفاجئ، وظلت عائمة بلا حركة لساعات.
وكانت السفينة في طريقها من روسيا إلى مصر عبر قناة السويس عندما تعرضت للعطل.
وتم تأمين السفينة بواسطة قوات الطوارئ الألمانية وسحبها إلى منطقة قرب جزيرة روجن؛ حيث بقيت منذ ذلك الحين.
حمولة الناقلة “إيفينتين”
تجدر الإشارة إلى أن “إيفينتين” ترفع علم بنما، وكانت تحمل شحنة من النفط الخام التي تبلغ قيمتها حوالي 40 مليون يورو.
كما أن هذه الناقلة تم إدراجها في حزمة العقوبات الأوروبية السادسة عشرة ضد روسيا، التي تم فرضها في فبراير 2022 بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.
وتهدف هذه العقوبات إلى زيادة الضغط على “أسطول الظل” الروسي، الذي يتضمن السفن المستخدمة في تهريب النفط والأسلحة والحبوب من روسيا.
ما “أسطول الظل” الروسي؟
“أسطول الظل” هو مصطلح يطلق على شبكة من السفن التجارية التي تدار بشكل غير مباشر تحت إشراف روسيا، بهدف التحايل على العقوبات الدولية المفروضة عليها.
هذه السفن تتمتع بهياكل ملكية معقدة وعادة ما ترفع أعلام دول أخرى، مما يصعب تتبعها وربطها مباشرة بروسيا.
هذا الأسطول توسع بشكل كبير منذ فرض العقوبات الغربية على روسيا في 2022، ليصل إلى أكثر من ألف سفينة، وهو ما يمثل حوالي 17% من أسطول ناقلات النفط العالمي.
تعتبر هذه السفن وسيلة رئيسية لروسيا للتهرب من القيود المفروضة على صادراتها النفطية. إضافة إلى تهريب المواد الأخرى مثل الأسلحة والحبوب.
وتعتمد روسيا على هذه السفن بشكل متزايد لنقل مواردها. على الرغم من أن هذه العمليات تتم دون تأمين من قبل شركات التأمين الغربية.
في الآونة الأخيرة، تم ربط بعض سفن “أسطول الظل” بعمليات تخريبية استهدفت البنية التحتية البحرية في بحر البلطيق. بما في ذلك خطوط الأنابيب وكابلات الاتصالات.
تزايد الضغوط على روسيا
تسعى الدول الأوروبية إلى تكثيف جهودها للضغط على روسيا من خلال فرض مزيد من العقوبات. على شبكات النقل التي تساعد في تهريب النفط والموارد الأخرى.
ويعد مصادرة الناقلة “إيفينتين” خطوة إضافية في هذه الحملة. حيث تسعى السلطات الألمانية لضمان تطبيق العقوبات بشكل فعّال.
كما تستهدف هذه الإجراءات الحد من قدرة روسيا على تجاوز القيود الدولية.