شهد بحر الشمال مؤخراً اكتشافاً مهماً للنفط والغاز، ما يعيد تسليط الضوء على الإمكانات الهيدروكربونية الكبيرة التي تتمتع بها المنطقة.
وأصبح بحر الشمال وجهة جاذبة للمطورين الكبار الراغبين في تعزيز حصصهم في السوق العالمية.
تفاصيل الاكتشاف في بحر الشمال
تم تحقيق هذا الاكتشاف من قبل شركة “دي إن أو” النرويجية المتخصصة في مشروعات النفط والغاز، في منطقة شمال بحر الشمال.
واستخدمت الشركة منصة شبه غاطسة تابعة لشركة “أودفيل دريلينغ” المتخصصة في التنقيب والخدمات الهندسية.
ويُعد هذا الاكتشاف هو العاشر لشركة “دي إن أو” منذ عام 2021، في منطقة تطوير واستكشاف “ترول-جووا”.
تملك “دي إن أو” حصة تشغيلية قدرها 40% في الترخيص الذي تم اكتشاف النفط والغاز فيه.
بينما يمتلك الشركاء الآخرون “آكر بي بي” و”كونسيدو” و”جابيكس نورج” حصصاً تبلغ 30% و15% و15% على التوالي.
أول بئرين استكشافيتين
تم اكتشاف النفط والغاز في بئرين استكشافيتين هما “35/10-15 إس” و”35/10-15 إيه”.
ويقع البئران تقعان على بُعد 27 كيلومترًا شمال غرب منصة ترول سي التي تشغلها شركة “إكوينور” النرويجية، و44 كيلومترًا جنوب غرب منصة “جووا” المشغلة من قبل شركة “فار إنرجي”.
تم حفر البئرين باستخدام منصة الحفر “ديب سي يانتاي” التابعة لشركة “أودفيل دريلينغ” في عام 2022.
التقديرات الأولية لحجم اكتشاف “كيوتكاكي” تتراوح بين 6.1 و11.8 مليون متر مكعب من النفط المكافئ.
ويعادل هذا حوالي 38.4 إلى 74.2 مليون برميل من النفط القابل للاستخراج.
ويجري الآن دراسة إمكانية تطوير الاكتشاف ومتابعته، بالإضافة إلى اكتشافات أخرى في المنطقة التي تشهد حالياً نشاطًا استكشافيًا متزايدًا.
التكوين الجيولوجي
تستهدف البئران المذكورتان إثبات وجود النفط في صخور خزان تعود إلى عصر الباليوسين في تكوين “سوترا”.
تحتوي بئر “35/10-15 إس” على عمود غاز بطول 9 أمتار وعمود نفط بطول 41 مترًا في تكوين “سوترا” ضمن طبقات متعددة من الحجر الرملي، بمجموع يبلغ 11 مترًا وبجودة خزان جيدة.
وقد تم العثور على خط تماس الغاز مع النفط على عمق 1875 مترًا تحت سطح البحر، بينما وُجد خط تماس النفط مع الماء عند عمق 1898 مترًا تحت سطح البحر.
تم حفر بئر “35/10-15 إيه” على عمق رأسي يبلغ 1927 مترًا، وقد أظهرت نتائج الحفر تطابقاً مع اكتشافات بئر “35/10-15 إس”.
تسويق الاكتشاف تجاريا
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “دي إن أو”، بيجان موسافار رحماني، إن اكتشاف “كيوتكاكي” يعد من أبرز الاكتشافات لهذا العام.
وأضاف أن هذا يعد قريبا من البنية التحتية القائمة في منطقة “ترول-جووا”، وأن الشركة تسعى جاهدة لتسويقه تجارياً.
وكانت “دي إن أو” قد حصلت على تصريح لحفر بئر “35/10-15 إس” في رخصة الإنتاج “1182 إس”.
وتستخدم الشركة منصة الحفر “ديب سي يانتاي” منذ أوائل يناير من العام الحالي.
أهمية منصة الحفر
تجدر الإشارة إلى أن منصة الحفر شبه الغاطسة “جي إم 4 دي”، التي تم بناؤها في عام 2019، تتمتع بقدرة عالية على العمل في البيئات القاسية.
من الجدير بالذكر أن “دي إن أو” حققت أيضًا اكتشافات في مناطق أخرى من الجرف القاري النرويجي، مثل حقل “نورما” في 2023 وحقل “أوثيلو” في أواخر 2024.
ودفع ذلك إلى اتخاذ قرار بشراء المزيد من الأصول الإنتاجية لتوسيع محفظتها في النرويج والمساهمة في تمويل مشروعات التطوير المستقبلية.