شركة كورية تطور مفاعلات معيارية صغيرة لسفن الحاويات

سفن الحاويات

تعكف شركة “إتش دي للبناء والهندسة البحرية” الكورية الجنوبية، التابعة لمجموعة “إتش دي هيونداي” الصناعية، على إنشاء مشروع سفن الحاويات النووية.

وحصل تصميم السفينة على موافقة رسمية من هيئة أمريكية متخصصة، بحسب آخر تقرير للشركة الكورية.

تعاون كوري – أمريكي

ويأتي هذا في إطار تعاون مشترك بين الشركة الكورية وشركتين أمريكيتين، هما: “بيكر هيوز” لخدمات الطاقة و”تيرا باور”.

وانطلقت أبحاث مشروع سفن الحاويات النووية بالتعاون مع “تيرا باور” في عام 2024، بهدف تطوير حلول مبتكرة لدعم انتقال قطاع الشحن البحري نحو الطاقة النظيفة.

وذلك ضمن خطة لتوسيع استخدام الطاقة النووية في قطاع الشحن البحري. حيث بدأت بعض الشركات بتجهيز سفن الحاويات بمفاعلات معيارية صغيرة.

تطوير الجيل الجديد من المفاعلات المعيارية

وتضمن هذا التعاون دراسة تطوير الجيل الجديد من المفاعلات المعيارية الصغيرة، بهدف دمجها في سفن حاويات ضخمة بسعة تصل إلى 15 ألف حاوية.

كما يهدف هذا المشروع إلى خفض الانبعاثات وتقليل الاعتماد على زيت الوقود الثقيل. ما يعزز الاستدامة في قطاع النقل البحري.

ووفقًا لدليل تقنيات الشحن البحري النظيف؛ فإن السفن المزودة بالمفاعلات النووية ستتمتع باستقلالية تشغيلية أكبر.

ولن تحتاج هذه السفن إلى التوقف للتزود بالوقود التقليدي، كما هو الحال في السفن العادية.

2

مشروع سفن الحاويات النووية

وتتمتع هذه السفن بقدرة استيعابية أكبر للحاويات. حيث تستفيد من المساحات التي كانت مخصصة لخزانات الوقود والمحركات في التصاميم التقليدية.

كما تعتمد آلية تشغيلها على الاستغناء عن أنظمة الوقود والمحركات التقليدية، والتي تعد مصدرًا رئيسًا للانبعاثات الملوثة.

وتساهم هذه الجهود في تقليل الأثر البيئي لقطاع الشحن البحري وتعزيز الاستدامة التشغيلية. ويمنح تزويد السفن بالمفاعلات النووية الصغيرة قدرة تشغيلية ممتدة.

ويتيح هذا العمل لفترات طويلة دون الحاجة للتوقف في الموانئ أو المحطات الساحلية للتزود بالوقود.

أنظمة حماية من الإشعاع

كما التزمت الشركات المطورة بتجهيز السفن بأنظمة حماية متقدمة من الإشعاع. وذلك عبر استخدام خزانات مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ.

بالإضافة إلى نظام تبريد يعتمد على الماء لضمان أعلى مستويات الأمان والسلامة؛ وتبذل الشركة الكورية جهودًا حثيثة في تطوير المفاعلات المعيارية الصغيرة.

فقد دخلت في تعاون بحثي مع شركة “تيرا باور” الأمريكية العام الماضي لدراسة إمكانيات تنفيذ هذا المشروع الطموح.

وبالتعاون مع شركة “بيكر هيوز” الأمريكية، طورت الشركة نظام دفع مبتكر يعتمد على تسخين ثاني أكسيد الكربون إلى درجات حرارة عالية لتوليد الكهرباء.

إطلاق أول سفينة نووية في 2030

وتخطط الشركة لإطلاق أولى سفنها النووية بحلول عام 2030. و، بالتزامن مع استكمال تطوير نموذج متقدم للمفاعلات المعيارية الصغيرة.

كما تسعى الشركة الكورية المطورة لتصميم سفن الحاويات المزودة بالمفاعلات المعيارية الصغيرة إلى إنشاء منشأة تجريبية مخصصة لاختبار معايير السلامة لهذه السفن.

ومنذ ديسمبر الماضي، تتولى الشركة تصنيع معدات مفاعل “ناتريوم”. وهو مفاعل مبرد بالصوديوم بقدرة 345 ميغاواط لصالح “تيرا باور”.

سوق بناء السفن

وتحظى سوق بناء السفن بدعم متزايد من خلال دمج المفاعلات المعيارية الصغيرة في سفن الحاويات.

وأكد باتريك ريان؛ كبير مسؤولي التقنيات في المكتب الأمريكي للشحن، أن اعتماد السفن العاملة بالطاقة النووية يمثل خطوة محورية نحو تحقيق أهداف الحياد الكربوني في الصناعة البحرية.