كيرلس رزق يكتب: دور الذكاء الاصطناعي في مواجهة سلاسل الإمداد للأزمات الاقتصادية

كيرلس رزق خبير سلاسل الإمداد الدولية
كيرلس رزق خبير سلاسل الإمداد الدولية

في عالمنا الحالي نفاجئ بطفرة تكنولوجية جديدة، كل يوم مما يجعل مواكبة التطورات التكنولوجية بشكل مستمر أمراً لا مفر منه، خصوصاً في مجال إدارة سلاسل الإمداد واللوجستيات.

ومن أبرز هذه الطفرات التكنولوجية هو الذكاء الاصطناعي الذي بات قادراً علي القيام بعدد غير محدود من المهام، بل أيضاً بات قادراً علي استبدال وظائف كاملة وحده.

وفي هذا الإطار يعود الذكاء الاصطناعي من الأدوات المهمة للغاية للحصول علي سلسة إمداد وتوريد
مثالية.

سلاسل الإمداد هي علم إدارة عمليات الإنتاج والنقل والتخزين والشراء للمنتجات منذ مرحلة التكوين مروراً بالتنفيذ، وحتى الوصول للتسليم النهائي للعميل في نقطة البيع، ويمكن للذكاء الاصطناعي الحصول علي دور بارز في كل هذه الخطوات، كما سنناقش في هذا المقال.

تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي مساعدة إدارة الإنتاج في تحديد عنق الزجاجة في خطوط الإنتاج، وتقديم حلول تساعد علي رفع كفاءة أوسرعات المعدات، والتي بدورها ستقود إلى زيادة معدلات الإنتاج كما تساعد إدارة الصيانة على تحديد أبرز الأعطال، ومعدلات حدوثها عن طريق تحليل البيانات المتقدم الدقيق والسريع الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي.

ويعد النقل والتوزيع من المهام ذات التكلفة المرتفعة والاحتمالات المتشعبة، والتي تجعل من قراراته صعبة الاتخاذ ولكن يمكن خلال دقائق تحديد أي خيارات النقل هو الأرخص أو الأسرع أو حتى الأكثر أمانا عن طريق تحليل الفرضيات وأدوات حساب طرق تعبئة
البضائع داخل الحاويات أو النقل الثقيل بصورة مثلي حتى يتثنى لإدارة النقل تمرير أكبر عدد من البضائع في أقل عدد من المرات وبناء عليه تقليل التكاليف.

ويعتبر التخزين وإدارة المخزون من الخطوات الخطيرة حيث حدوث أي خلل في مستويات المخزون ينتج عنه خسائر فادحة، وتأثير سلبي على حصة الشركات ضد منافسيها خصوصا لو كانت للمنتجات طبيعة خاصة، مثل قصر مدة الصلاحية والتي تجبر إدارة المخاجزن على مستويات مخزون قليلة ومعدلات دوران سريعة للمخزون.

كما تعرضهم لخطر فساد المخزون والذي يمثل خسائر مالية للشركات، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي القادر على ربط عمليات التخطيط المختلفة ومخرجاتها داخل سلسلة الإمداد وبناء خطة توريد متناغمة عبر حلقات سلسلة الإمداد المختلفة حيث يكون المخزون المتاح هو فقط الذي تحتاج إليه الشركة لا أكثر ولا أقل، بل أيضاً متواجداً في الوقت المناسب لخروجه لاقبل ولا بعد وبناءً عليه تنخفض تكاليف التشغيل.

أخيراً، تعتبر التغيرات الإقتصادية السريعة دافعاً للشركات في مختلف القطاعات والدول، علي البدء في دراسة فرص تقليل التكاليف التشغيلية، عن طريق تحسين كيفية قيامهم بالعمليات كمحاولة للحفاظ على مستويات الأسعار أو حتى الحفاظ على قدرتهم في الاستمرار في أسواق معينة، ممن يعد كافيا للبدء في إستخدام كل الأدوات المتاحة خصوصاً الأدوات التكنولوجية للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف بشكل أكثر سهولة وحتى أكثر فعالية ودقة.