تعطل بيع قناة بنما.. مراجعة هيئة مكافحة الاحتكار الصينية للصفقة

قناة بنما
قناة بنما

أعلنت هيئة مكافحة الاحتكار الصينية، اليوم السبت، عن بدء مراجعتها لعملية بيع شركة “سي كيه هاتشيسون” المملوكة لهونغ كونغ لمينائين استراتيجيين في قناة بنما.

وكان قد تم الإعلان خلال الأيام الماضية عن بيع المينائين إلى تحالف استثماري تقوده شركة “بلاك روك”، وهو التحالف الذي يضم مجموعة من المستثمرين الأمريكيين.

حساسية قرار المراجعة

وتأتي هذه المراجعة في وقت حساس من الناحية الجيوسياسية، حيث تثير الصفقة العديد من التساؤلات حول تأثيرها على المصالح الاقتصادية والتجارية الصينية.

ومن الجدير بالذكر أن الصفقة قد جذبت الانتباه على مستوى عالمي، خصوصاً مع وجود مخاوف بشأن التأثيرات المحتملة على المنافسة في السوق وحماية المصالح العامة.

ودفعت هذه التأثيرات، هيئة تنظيم السوق الصينية إلى بدء فحص هذه الصفقة وفقاً للقوانين المحلية.

تفاصيل الصفقة المؤجلة

تتمثل الصفقة في بيع مينائين رئيسيين يقعان على جانبي قناة بنما، وهما ميناء “بالبوا” وميناء “كريستوبال”، ضمن مجموعة أكبر تضم 43 ميناء حول العالم.

وقد أثار هذا الاتفاق، الذي تقدر قيمته الإجمالية بحوالي 22.8 مليار دولار، موجة من الانتقادات من الحكومة الصينية.

وكانت الحكومة قد حذرت شركة “سي كيه هاتشيسون” من سلبيات إتمام الصفقة مع مجموعة “بلاك روك” والشركاء الأمريكيين.

وقد تجلى هذا التحذير في تأكيدات رسمية من قبل السلطات الصينية بأن الشركة يجب أن “تفكر مرتين” قبل إتمام الصفقة.

أهمية قناة بنما

تعد قناة بنما واحدة من أبرز الممرات المائية في العالم، إذ تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، ويعبر من خلالها نحو 5 % من التجارة العالمية.

وتشكل هذه القناة جزءاً لا غنى عنه في التجارة الدولية، بفضل قدرتها على تقليص المسافة بين المحيطين وإتاحة مرور السفن الكبيرة.

وتشرف هيئة قناة بنما على تشغيل القناة منذ عام 2000، وقد تمكنت من إجراء تحسينات كبيرة على القناة لزيادة كفاءتها.

ضغوط ترامب لشراء القناة

ومع ذلك، فقد جاءت هذه الصفقة بعد فترة من الضغوط السياسية التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وبالتحديد، كان ترامب قد أعرب عن مخاوفه بشأن سيطرة الصين على قناة بنما، وهو ما دفعه إلى الإشارة إلى إمكانية تدخل عسكري أمريكي “لاستعادة” السيطرة على القناة.

وعلى الرغم من أن هذه التصريحات لم تترجم إلى إجراءات فعلية، فإنها شكلت عامل ضغط إضافي على الصفقة، ما زاد من تعقيد الأبعاد الجيوسياسية لهذه العملية.

اعتراض صيني على الصفقة

الصفقة نفسها كانت قد لاقت معارضة داخل الصين، حيث عبرت العديد من المكاتب الحكومية الصينية عن رفضها للاتفاق.

وقد سلطت هذه الاعتراضات الضوء على الانقسام داخل الصين حول كيفية التعامل مع استثماراتها في الخارج، خاصة تلك التي تمس أمنها الاقتصادي والجيوسياسي.

وتجدر الإشارة إلى أن ميناء “بالبوا” و”كريستوبال” يمثلان جزءاً من شبكة موانئ تمتلكها شركة “سي كيه هاتشيسون” في مختلف أنحاء العالم.

وقد كانت الشركة قد أعلنت عن نيتها بيع هذه الموانئ في إطار استراتيجية لتصفية عملياتها خارج الصين.

ويُنتظر أن تساهم الصفقة في تحقيق أرباح ضخمة للمجموعة، حيث يُتوقع أن تبلغ أرباحها الصافية أكثر من 19 مليار دولار إذا تمت الصفقة بنجاح.

مراجعة صينية إضافية

من جانبها، أكدت هيئة تنظيم السوق الصينية، مساء أمس الجمعة، أنها ستواصل دراسة الصفقة بعناية شديدة.

وقالت إنها ستدرس الصفقة وفقاً للقوانين التي تهدف إلى حماية المنافسة العادلة وحماية المصلحة العامة في السوق الصيني.

في الوقت نفسه، أشار مراقبون إلى أن هذه المراجعة قد تأخذ وقتاً طويلاً نظراً للأبعاد السياسية والاقتصادية الكبيرة التي تتضمنها الصفقة.