أشاد جافين أولرايت؛ الأمين العام لجمعية السفن الريحية (IWSA)، بجدية السعودية في تعزيز موقعها الريادي بسلسلة الإمدادات البحرية العالمية، مؤكدًا أن هذا القطاع يعد ركيزة أساسية لتعزيز التنمية الاقتصادية التي لاترتبط مباشرة بالوقود الأحفوري في المملكة والمنطقة.
وقال “أولرايت” في حواره مع “عالم الموانئ”: إنهم منفتحون مع السعودية للتعاون في برامج البحث والتدريب والتعليم المتعلقة بالاستدامة، لاسيما بمجال الدفع باستخدام الرياح؛ وإلى نص الحوار..
– هل ترى نهاية لتصاعد الأزمة في البحر الأحمر مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض؟
لست خبيرًا اقتصاديًا في مجال النقل البحري ولا معلقًا سياسيًا، لكن من الواضح أن قوى العرض والطلب تلعب دورًا هنا.
كانت مستويات الشحن قوية طوال العام، ولكن مع الاضطرابات في البحر الأحمر، أدت الرحلات الأطول إلى زيادة استخدام السفن؛ وبالتالي زيادة الإيرادات.
كذلك، شهدنا زيادة في الاستثمار بالسفن الأكثر كفاءة التي دخلت الأسطول خلال السنوات الأخيرة؛ منها أكثر من 20 سفينة مزودة بتقنيات الرياح هذا العام؛ ما قلل من تكاليف الوقود بشكل عام.
توقعات صناعة النقل البحري لعام 2025
– كيف ترى آفاق النقل البحري في بداية عام 2025؟
قد يكون عام 2025 نقطة تحول لصناعة النقل البحري من منظور إزالة الكربون.
وقد نشهد تنفيذ كامل للوائح “Fuel EU Maritime”، وارتفاع مستويات”EU ETS”، وسيتم مناقشة الإجراءات المتوسطة المدى للـ IMO في الربيع والخريف.
ويبعث هذا إشارة واضحة للأسواق حول مسار الانبعاثات المنخفضة الذي سيدخل حيز التنفيذ في عام 2027 وما بعده.
ويدفع هذا إلى اهتمام أكبر بالتقنيات والتصاميم منخفضة الانبعاثات.
ولا نغفل وجود مخاوف بشأن بعض النقاط الحساسة؛ مثل قدرة أحواض بناء السفن على إنتاج وتحديث السفن بالوتيرة التي نحتاجها.
علاوة على الحاجة إلى مئات الآلاف من أفراد الطاقم المؤهلين للتعامل بأمان مع الوقود الجديد الأكثر سمية .
وأتوقع استمرار عدم الاستقرار والتقلبات بمنطقة الشرق الأوسط، واستمرار الصراع في أوكرانيا، وتصاعد التوترات بآسيا، وزيادة تأثيرات المناخ.
ولا شك أن أسواق الوقود والسلع ستتأثر بهذه التحديات، كما ستؤثر أيضًا في أسعار الشحن وأسعار الوقود وقرارات التوجيه ومستويات التأمين.
قرارات IMO المهمة لعام 2025
– ما أهم القرارات التي ستتخذها المنظمة البحرية الدولية (IMO) في عام 2025؟
هناك إجراءان رئيسان سيناقشان هذا العام ويجب اتخاذ قرارات بشأنهما:
– الأول: تدبير تقني يتعلق بمعيار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG Fuel Standard)، والذي يهدف إلى تقليص كثافة الكربون في الطاقة المستخدمة من قبل كل سفينة.
– الثاني: تدبير اقتصادي أكثر إثارة للجدل، يتعلق بوضع سعر للكربون؛ مثل فرض رسوم، أو نظام تداول أو دفع.
يأتي هذا مع إعادة جزء من العائدات إلى الصناعة؛ لدعم الوقود والتقنيات منخفضة الكربون؛ مثل الدفع باستخدام الرياح.
رؤية السعودية 2030
– كيف تقيم تقدم السعودية في مجال الموانئ والنقل البحري وفق رؤية 2030؟
من خلال هذه التطورات، أرى مدى جدية السعودية في تعزيز موقعها الريادي بسلسلة الإمدادات البحرية العالمية.
ويعد هذا القطاع ركيزة أساسية لتعزيز التنمية الاقتصادية التي لاترتبط مباشرة بالوقود الأحفوري في المملكة والمنطقة.
ولا شك أن بناء أساس اقتصادي أكثر تنوعًا ومتانة يمثل خطوة منطقية، ويجعل المنطقة أكثر مرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية.
مستقبل الطاقة الريحية
– كيف ترى مستقبل استخدامات الطاقة الريحية بحلول عام 2025 في وقت ترتفع الأصوات الداعية إلى استمرار استخدام الوقود الأحفوري؟
دائمًا ما توجد أصوات تدعو للاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري. ولكن كما قال بعض خبراء الطاقة؛ مثل الشيخ أحمد زكي يماني: “عصر الحجر لم ينتهِ لعدم وجود الحجر، وعصر النفط سينتهي قبل أن ينفد النفط”.
هذه المقولة تمثل حقيقة أساسية، وهي أننا لن ننتقل ببساطة بسبب نفاد الوقود الأحفوري، بل بسبب الابتكار وتبني التقنيات الجديدة التي ستقلل من الحاجة إلى هذه المنتجات.
وفيما يتعلق بالطاقة الريحية في الشحن التجاري، رغم أننا بدأنا من قاعدة ضيقة، إلا أننا سنشهد نموًا سريعًا في هذا القطاع.
ويأتي هذا وسط توقعات بتضاعف عدد السفن التي تستخدم الطاقة الريحية ليصل إلى 100 سفينة بنهاية عام 2025.
التعاون مع السعودية
– ماذا يمكن أن تقدم جمعيتكم للسعودية في مجال التعاون؟
أعضاء جمعيتنا دائمًا منفتحون على التعاون في المشاريع التي تركز على الدفع باستخدام الرياح والاستدامة في صناعة الشحن والقطاع البحري.
لدينا بالفعل تعاون مع بعض الشركات السعودية من خلال خطوط الشحن البحرية الخاصة بهم وفي مجالات أخرى.
أهداف IWSA لعام 2025
– ما أهدافكم لجمعية السفن الريحية في عام 2025؟
هدفنا النهائي هو دمج الدفع باستخدام الرياح بالكامل في المصفوفة الطاقية المستقبلية لصناعة النقل البحري.
ونحن على مقربة من نقطة التحول في عام 2026؛ حيث نتوقع وضع سياسة عادلة ومتوازنة في IMO فيما يتعلق بأدوات إزالة الكربون.
إذا حققنا تقدمًا ملموسًا نحو هذه الأهداف عام 2025، فسيكون ذلك عامًا جيدًا لنا.
معلومات عن الأمين العام لجمعية السفن الريحية
يعمل “جافين أولرايت” مستشارًا في مجال إزالة الكربون بصناعة النقل البحري منذ عام 2005.
وقد بدأ عمله مع منظمة غير ربحية لتصميم سفن هجينة تعمل بالطاقة الشمسية والرياح للمناطق النامية، وهو المشروع الذي أدى إلى تأسيس جمعية السفن الريحية الدولية (IWSA) في عام 2014.
يرأس “أولرايت” وفد IWSA في المنظمة البحرية الدولية (IMO)، التي تتمتع بمركز استشاري.
كما عمل مستشارًا للعديد من مشاريع الأبحاث والمبادرات المشتركة بين الصناعة في الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى الدولي.