نقص أعداد البحارة.. أحدث أزمات قطاع الشحن البحري

قطاع الشحن البحري

يُعد قطاع الشحن البحري الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي، فهو جزء أساس من سلاسل الإمداد العالمية، لكن هذا القطاع يعاني من تحديات متتالية الآونة الأخيرة؛ ما يهدد كفاءته واستدامته، وينعكس سلبًا على التجارة العالمية.

وتنقل الشحنات البحرية ما يزيد على 80 % من حجم التجارة العالمية عبر البحر، وفقًا لمنظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة.

وأكدت المنظمة أن نقص طواقم البحارة يزيد من تعطل سلاسل الإمداد نتيجة تأخر السفن في الموانئ.

تزايد الطلب على سلاسل التوريد

وتتزايد معدلات الخطر بسبب نقص البحارة المؤهلين للعمل بسفن الشحن البحري.

يأتي هذا في الوقت الذي يشهد العالم تزايدًا بمعدلات الطلب على السلع والخدمات؛ عبر سلاسل التوريد بقطاع النقل البحري.

ووفقًا لآخر إحصائيات منظمة التجارة والتنمية يتولى الشحن البحري نقل ما يربو على 80 % من حجم التجارة العالمية عبر البحر.

كما تعد أجور البحارة جزءًا كبيرًا من تكاليف تشغيل السفن، لكن توجد أزمة واضحة في أعدادهم، وسط توقعات باستمرارها لسنوات عديدة.

3

أكبر موردي البحارة في العالم

وتعد الصين والفلبين وروسيا وأوكرانيا وإندونيسيا هي أكبر موردي البحارة في العالم. بحسب تقارير القوى العاملة للبحارة الصادرة عن غرفة التجارة الدولية (ICS) ومنظمة BIMCO.

وقال التقرير إنه قبل الحرب “الروسية- الأوكرانية” كان البحارة الروس والأوكرانيون يشكلون نحو 15 % من القوى العاملة في مجال الشحن العالمي. كما توقع حدوث عجز يصل إلى 90 ألف بحار مدرب بحلول عام 2026.

ونصحت الغرفة صانعي السياسات بوضع إستراتيجيات وطنية لمعالجة النقص في أعداد البحارة.

كذلك نوهت إلى زيادة الأحداث الجيوسياسية من الأخطار بالبحر، في ظل مواصلة الهجمات الحوثية واستهدافها للسفن بمنطقة البحر الأحمر.

حلول لمواجهة نقص البحارة

أشار جيمس هاردين؛ رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية، إلى أن أحد الحلول لمواجهة نقص البحارة هو العمل على توظيف قوة عاملة أكثر تنوعًا.

وأيده دايجين لي؛ رئيس قسم الأبحاث العالمية بشركة “فيرتي ستريم”، بأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا تسبب في خفض إمدادات البحارة.

وأكد “لي” أن الحرب ساهمت في حدوث نقص بالعمالة، رغم تزويد البلدين قطاع الشحن البحري بالعديد من البحارة المحترفين.

معاناة القطاع البحري

وقال ريت هاريس؛ كبير محللي التوظيف في شركة “درويري”، إن القطاع يعاني من نقص مستمر بأعداد البحارة.

وأضافت “هاريس” أن الأزمة أجبرت الشركات على توظيف بحارة دون خبرة كبيرة.

وأكدت كبير محللي التوظيف، أن القوى العاملة اللازمة لا تواكب النمو المتتابع في أعداد السفن.

وتعد شركة “درويري” مؤسسة استشارية وبحثية عالمية متخصصة في قطاع النقل البحري وسلاسل التوريد.

وكشف هنريك جينسن؛ الرئيس التنفيذي لشركة “دانيكا كروينج سبيشاليستس جروب”، عن توجه العاملين البحريين الحاليين إلى العمل في الوظائف بمنطقة الشاطئ بدلًا من الذهاب إلى البحر.

ولفت “جينسن”، الذي يعمل بشركة “دانيكا” الدولية المتخصصة في خدمات التوظيف والتعيين البحري. إلى تراجع جاذبية مهنة البحرية لدى الأجيال الأصغر سنًا.

وأكد أن الشركات تحاول جذبهم خلال توفير مظاهر الترفيه على متن السفن. وتقليص مدة الرحلة البحرية لتتراوح من شهرين إلى أربعة أشهر.

“الإرهاق” أبرز تحدٍ أمام البحارة

وأجرت جامعة “البحار العالمية”، خلال عام 2024 دراسة شملت 9214 بحارًا. وأظهرت الدراسة أن 93 % منهم يرون أن الإرهاق هو التحدي الأكثر شيوعًا أمام السلامة على متن السفن.

كما أوضحت الدراسة أن نحو 78 % ممن شملهم الاستطلاع لم يحصلوا على يوم عطلة كامل طوال مدة عقدهم.