“ميناء جازان”.. لم يكن مجرد حلم؛ بل رؤية تجسدت حين أعلن عنها صاحب السمو الملكي؛ الأمير محمد بن سلمان؛ سمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء.
ففي عام 2017، أعلن ولي العهد عن ثلاث فرص ضخمة في الخدمات اللوجستية؛ أهمها “البحر الأحمر” الذي تمر عبره 13 % من التجارة العالمية.
وقال سموه: “تتوفر فرص للعمل على امتداد البحر الأحمر لكثيرٍ من صادرات وواردات الدول، وبدأنا اليوم العمل مع العديدٍ منها، على رأسها الصين”.
وأضاف سموه: “والآن نعمل مع تلك الدول على مبادرة ضخمة في مدينة جازان الصناعية، وهناك دول أخرى تأتي تباعًا”.
الأهمية الجيو استراتيجية لثالث أكبر الموانئ
ويحظى ميناء جازان بموقع جيو استراتيجى على ساحل البحر الأحمر، ويبعد 600 كيلو متر جنوب جدة في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية.
كما يعد أهم وأحدث الموانئ في المملكة من حيث موقعه الجغرافي على البحر الأحمر، وقربه من اليمن ودول القرن الإفريقي.
هذا يجعل ميناء جازان محطة إضافية للعديد من الفرص في مجالات النقل البحري وأعمال الشحن والتصدير، وكل العمليات اللوجستية والمينائية.
وهو ميناء متعدد الأغراض لمناولة جميع أنواع البضائع “حاويات، ومواد سائبة، ومواد صلبة، ومواد بترولية، ومواد عامة”.
وتتوفر به أيضًا مستودعات متنوعة “مستودع جمركي، ومستودع للمواد المبردة، ومستودع محطة شحن الحاويات” قادرة على استيعاب أنواع البضائع المختلفة.
النقل من الباب إلى الباب
ويقدم ميناء جازان، خدمة النقل من الباب إلى الباب؛ لتشمل جميع الخدمات، بما فيها: النقل البحري، والنقل البري، والتخليص الجمركي وغيرها من الخدمات اللازمة لعمليات الاستيراد والتصدير.
كما يستخدم أحدث التقنيات فيما يخص عمليات الموانئ؛ ما جعله في الصدارة من حيث أنظمة مناولة البضائع.
بالإضافة إلى أنه يعد البوابة الرئيسة لواردات الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، وأكبر الموانئ السعودية في استقبال الماشية من بلدان القرن الإفريقي.
تعزيز القدرة الصناعية
من جانبه، أكد بندر الخريف؛ وزير الصناعة والثروة المعدنية، أن ميناء جازان التجاري يساهم في تعزيز القدرة الصناعية لمنطقة جازان.
فضلًا عن الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للمنطقة والموارد الطبيعية، وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية في سلسلة التوريد الصناعية العالمية.
افتتاح الميناء
افتتح ميناء جازان عام 1976، وشهد خلال تاريخه أكثر من ثلاث مراحل تطويرية وفقًا للقواعد الدولية للمنظمة البحرية الدولية.
وتضمنت المراحل: إنشاء أرصفة بأعماق وغواطس كبيرة لاستقبال السفن العملاقة، وحاجزي أمواج، وبرج مراقبة، ومحطة كهرباء
بالإضافة إلى مستودعات تخزين، ومحطتي وقود وتحلية وضخ مياه، ومرافق إدارية وسكنية، بتكلفة قدرت وقتها بنحو 1,4 مليار دولار.
إنشاء الهيئة العامة للموانئ
وكان هذا الافتتاح إبان فترة حكم الملك خالد بن عبد العزيز، ومرت المملكة وقتها بتحدٍ كبير إثر أزمة اختناق موانيها.
ودعا هذا إلى إنشاء الهيئة العامة للموانئ كخطوة لتنظيم عملية إدارة الموانئ وتطويرها وتشغيلها.
وأُنشئت كهيئة عامة مستقلة ترتبط برئيس مجلس الوزراء؛ فكانت بذلك المؤسسة الحكومية الوحيدة التي تتمتع بهذا المستوى من الاتصال مع الحكومة.
وللموانئ دور حيوي فاعل في البنية التحتية للاقتصاد السعودي وتحقيق التنمية المستدامة عبر الكثير من المشاريع الحيوية.
3 قنوات اقتراب ملاحية
ويضم ميناء جازان 3 قنوات اقتراب ملاحية مزودة بالمساعدات الملاحية لضمان سلامة السفن. القناة الأولى هي قناة شمالية رئيسة تصلها السفن عند قدومها ومغادرتها للميناء، والثانية قناة جنوبية تخدم السفن القادمة من جنوب البحر الأحمر ولمحطة شركة أرامكو.
أما القناة الثالثة فتستخدمها السفن والعبّارات والوحدات البحرية الصغيرة المتنقلة بين جازان وجزر الفرسان، إلى جانب صالة للمسافرين.
ويتضمن الميناء أيضًا، 12 رصيفًا، بطول إجمالي 2172 مترًا، تتراوح أطوالها بين 120 و200 متر، وأعماقُها ما بين 10 إلى 12 مترًا عند أدنى مستوى للبحر.
ومنها أرصفة مخصصة للبضائع العامة والسائبة، وأخرى لسُفُن الدحرجة، وأرصفة للخدمات والصيانة، بالإضافة إلى أرصفة لمناولة الأسماك والمواشي الحية.
ويضم الميناء 6 مستودعات للبضائع العامة، ومستودعًا للمواشي الحية، وساحات مكشوفة بمساحات إجمالية تبلغ 75 ألف متر مربع.
كما تعمل فيه سفينة لمكافحة التلوُّث بالزيت؛ بهدف فصل الزيت وتجميعه، مع معدات لمكافحة التلوث.
تجهيزات الميناء
وتم تجهيز الميناء للتعامل مع أنواع وأحجام مختلفة من سفن الحاويات، وشحنات الاستيراد والتصدير والمسافنة؛ باستخدام الكثير من المستودعات، بما فيها مستودعات البضائع المبردة.
ومن الممكن تفريغ وفرز أنواع مختلفة من البضائع من وإلى حاويات الشحن البحري، كما تمثل المسافنة استراتيجية ذات أولوية للبنية التحتية للموانئ والتطوير المستقبلي.
مناولة جميع أنواع البضائع العامة
علاوة على أن الميناء جاهز لمناولة جميع أنواع البضائع العامة التي ترد إليه؛ كالتالي:
- • أنواع وأحجام مختلفة من منتجات الحديد؛ مثل: الأنابيب، وحديد التسليح، وقضبان الصلب، والصفائح المعدنية، والملفات الفولاذية، والحديد الزهر.
- • يمكن تحميل البضائع الضخمة والثقيلة أو تفريغها من وإلى السفن بواسطة رافعتين في الرفع الترادفي.
- • بإمكان طرق الموانئ الداخلية والبنية التحتية قبول أنواع مختلفة من المشاريع الأكثر تطلبًا؛ بدءًا من محولات الرفع الثقيل وحتى طواحين الهواء الضخمة أو أجزاء من معدات المصانع.
مرافق الميناء للتعامل مع الشحنات العامة:
- * رصيف بعمق 16.5 متر.
* ميزانان لدخول وخروج الشاحنات.
* بوابتان لدخول وخروج الشاحنات.
* 4 رافعات برجية تصل حمولتها الى أكثر من 140 طنًا.
* 9 رافعات شوكية.
أحدث التقنيات لتنفيذ عمليات الموانئ
يعمل ميناء جازان بأحدث التقنيات لتنفيذ عمليات الموانئ والبقاء في الصدارة من حيث أنظمة مناولة البضائع؛ أبرزها:
1. تقنية التحكم بالرافعات عن بعد
تعد موانئ هاتشيسون أول محطة حاويات في المملكة قدمت نظام التحكم بالرافعات عن بعد، وهي الآن تجلب هذه التقنية إلى ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية.
كما توفر تلك التقنية مناولة أسرع للحاويات، ومزيدًا من الأمان والموثوقية، وزيادة كفاءة عمليات المناولة، والفعالية من حيث التكلفة.
2. الرقمنة
يوفر ميناء جازان لعملائه خدمة متابعة الحاويات عبر التطبيقات السحابية في الأجهزة الذكية. والتي تسمح بمتابعة آخر التحديثات لحاوياتهم في أي وقت وأي مكان.
ومن المتوقع أن يكون ميناء جيزان خلال هذا العام 2025 بوابة المملكة على العالم.