“إيستلاند”.. إحدى أسوأ الكوارث البحرية في التاريخ الأمريكي

إيستلاند

تكرر سيناريو الحوادث مع كثير من السفن؛ ومنها سفينة الركاب “إس إس إيستلاند”، التي شهدت إحدى أسوأ الكوارث البحرية في تاريخ أمريكا.

غرق السفينة إيستلاند

ووقعت كارثة سفينة الركاب البريطانية العملاقة “تيتانيك”، في إبريل عام 1912، بعد اصطدامها بجبل جليدي قبل منتصف الليل بقليل.

ثم غرقت السفينة بالكامل بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة الاصطدام، ومات على متنها 1517 راكبًا، رغم تصميمها على أيدي أكثر المهندسين خبرة.

انقلبت سفينة الركاب “إس إس إيستلاند” في نهر شيكاغو يوم 24 يوليو 1915؛ ما أودى بحياة 844 شخصًا على الأقل؛ اي ما يفوق عدد ضحايا حريق شيكاغو عام 1871.

3

البداية

ففي وقت مبكر من صباح 24 يوليو تجمع آلاف الأشخاص لحضور النزهة السنوية الخامسة لموظفي شركة “ويسترن إلكتريك”. وكان من المقرر أن تبدأ الرحلة من شيكاغو عبر بحيرة ميتشيجان إلى مدينة ميشيجان بولاية إنديانا.

وعند نحو الساعة 6:30 صباحًا بدأ الركاب في الصعود إلى سفينة “إيستلاند”عند رصيف في وسط مدينة شيكاغو، وكانت السفينة، التي بنيت عام 1902، تعرف باسم ” ملكة السرعة”.

ملكة السرعة أم ملكة المآسي؟

الغريب أن “ملكة السرعة” كادت تنقلب من قبل عدة مرات؛ فتاريخها يحمل الكثير من “المآسي”.

ففي 27 يوليو عام 1903 اصطدمت بالقاطرة “جورج دبليو جاردنر” التي غرقت عند جسر “ليك ستريت” في شيكاغو. بينما لم تتضرر “إيستلاند” إلا بأضرار طفيفة.

وكانت “إيستلاند” تعاني من مشاكل دورية في استقرارها أثناء تحميل وتفريغ البضائع والركاب.

وكادت أن تنقلب في 17 يوليو 1904 بعد مغادرة ساوث هافن بولاية ميتشيجان، وعلى متنها نحو 3 آلاف راكب. حيث أزيل عدد من الكبائن وخفِّضت حمولتها من الركاب إلى 2800 شخص.

الميل المميت فى دقائق معدودة

فى صباح السبت 24 يوليو 1915 بدأت “إيستلاند” الميل إلى الجانب الأيمن؛ فدخلت إليها المياه.

وعلى الرغم من تصحيح وضعها؛ إلا أنه سرعان ما بدأت مرة أخرى الميل إلى جانبها الأيسر في غضون دقيقتين تقريبًا بزاوية 25 درجة؛ لتدخل إليها المياه مرة أخرى؛ فكان ذلك هو الميل المميت.

كان على متن السفينة 2500 راكب؛ لذا هرعت قوارب الإنقاذ ووصلت الشرطة وإدارات الإطفاء بعد ذلك بوقت قصير.

لكن مياه البحيرات كانت قد ابتلعت 844 شخصًا، وأربعة من أفراد الطاقم، في أكبر خسارة للأرواح خلال دقائق معدودة، على غرار ما حدث للسفينة “تايتانيك”.

1

سبب غرق السفينة

ظل سبب انقلاب السفينة “إيستلاند” مصدرًا للتكهنات، في حين برّأت المحكمة الاتحادية مالك السفينة؛ لأنها اجتازت عمليات التفتيش. وتم اعتبارها صالحة للإبحار.

ولم تُعرف أسباب الغرق حتى اليوم؛ فهل كان “نظام الصابورة” في السفينة غير كافٍ؟ أم ساهم تصميمها الضيق في ذلك؟

وربما كانت قوارب النجاة والطوافات الإضافية التي كانت السفينة تحملها -نتيجة قانون جديد صدر بعد كارثة “تيتانيك” قبل ثلاث سنوات- سببًا في ثقل الجزء العلوي من السفينة؟

في حين أن القانون كان يتطلب إعادة تجهيز مجموعة كاملة من قوارب النجاة على “إيستلاند”، كما هو الحال في العديد من سفن الركاب الأخرى. وهو القانون الذي وقّعه حينها الرئيس الأمريكي “وودرو ويلسون “.

وبعد الكارثة، بِيعت “إيستلاند” للبحرية الأمريكية. حيث صنفت سفينة حربية. وأعيد تسميتها إلى “يو إس إس ويلميت”؛ لتستخدم في المقام الأول كسفينة تدريب في البحيرات العظمى، ثم جرى التخلص منها بعد الحرب العالمية الثانية.