عندما غرقت السفينة الشراعية “بيلجريم” في ميناء “دانا بوينت”، إحدى أشهر الحوادث البحرية، نعاها معهد المحيطات الأمريكي؛ إذ كان يستخدمها كمنصة تعليمية.
وقالت ويندي مارشال؛ الرئيسة التنفيذية لمعهد المحيطات: “من غير الواقعي أن السفينة التي كانت بمثابة فصل دراسي حي للعديد من الطلاب لم تعد معنا”.
غرقت السفينة في ميناء “دانا بوينت” بكاليفورنيا لأسباب غير معلومة؛ حيث لم يتم إنقاذها حتى الآن؛ لعدم وجود طريقة آمنة لرفعها.
بداية رحلة بيلجريم
أبحرت “بيلجريم”- البالغ طولها 98 قدمًا- من بوسطن إلى كاليفورنيا في عام 1834. وفقًا لصحيفة “دانا بوينت تايمز”، وكانت تحمل بضائع نيو إنجلاند وحمولة من جلود الماشية إلى كاليفورنيا للبيع.
وكتب عنها المؤلف الأمريكي “هنري دانا جونيور” الذي غادر من بوسطن في 14 أغسطس 1834 على متنها، وأبحر حول كيب هورن على طول ساحل كاليفورنيا.
ثم عاد بعد عامين في 22 سبتمبر 1836 على متن السفينة “أليرت”، رواية “عامان قبل الصاري” حول رحلته في عام 1838، ولكنها نُشرت في عام 1840.
مدينة دانا بوينت
بينما تعد دانا بوينت، مدينة بجنوب مقاطعة أورانج بكاليفورنيا في الولايات المتحدة، وجهة محلية شهيرة لرياضة ركوب الأمواج.
كما تضم أحد الموانئ القليلة على طول ساحل أورانج، وزارها السياسي الأمريكي ريتشارد هنري عام 1835 على متن السفينة الشراعية “بيلجريم” في رحلتها على طول ساحل كاليفورنيا.
كلمة السر في الحوادث البحرية
يبدو أن “دانا” أصبحت كلمة السر في كثير من الحوادث البحرية حول العالم منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى بداية هذا العام، وفيما يلي أبرز تلك الحوادث:
1. سفينة الأبحاث الدنماركية “دانا”
اشتهرت سفينة الأبحاث الدنماركية “دانا” برحلتها حول العالم خلال الفترة من 1928 إلى 1930. ثم غرقت عام 1935 بعد اصطدامها بسفينة صيد بسبب الضباب.
تم بناؤها عام 1917 كسفينة صيد من فئة “ميرسي أدميرالتي للخدمة العسكرية”. وبيعت عام 1921 للحكومة الدنماركية. كان اسمها “إتش إم تي جون كوليام”، ثم “دانا 2”.
وجرى تجهيزها لتكون سفينة صيد بحثية في أعماق البحار، ولكنها غرقت في يونيو 1935 ببحر الشمال. بعد اصطدامها القوي بسفينة الصيد الألمانية “بيكهوبِن”، ولكن نجا الـ 22 فردًا الذين كانوا على متنها وركبوا السفينة “بيكهوبن”.
كما أعلن ربان “بيكهوين” تحمّله مسؤولية غرق “دانا” بسبب تهوره في قيادة السفينة بسرعة في الضباب الكثيف. فلم يستجب لإشارات التحذير التي أطلقتها السفينة، التي تم انتشال حطامها في عام 2005 على الساحل الغربي للدنمارك.
2. السفينة البحرينية”بانوش الدانا”
كانت سفينة “بانوش الدانا” تبحر قبالة المنامة بالبحرين عندما انقلبت في الخليج العربي يوم 30 مارس 2006 فنجا 67 راكبًا وغرق 58 أجنبيًا.
كما كشفت التحقيقات حينها أن قبطان السفينة -هندي الجنسية- لم يكن مؤهلًا للعمل كقبطان بحري لقيادة المركب. بل يعمل بحارًا.
بينما كان معظم الركاب الأجانب، تابعين لشركة بناء المشروع المشترك “ناس-موراي وروبرتس”. حيث كانوا يحتفلون بإنهاء جزء من أبراج مركز البحرين التجاري العالمي.
3. السفينة المصرية “دانا”
في ليلة عاصفة من ليالي أكتوبر الماضي، وعلى مشارف الساحل الليبي، أبحرت السفينة المصرية “دانا” من ميناء أبوقير بالإسكندرية. محملةً بمئات الأطنان من الأسمنت، متوجهةً إلى ميناء بنغازي، لكنها غرقت أمام ساحل مدينة طبرق بسبب الرياح الشديدة، وتم إنقاذ 5 وانتشال 3 جثث.
فهل من قبيل المصادفة غرق تلك السفن التي يحمل كلٌ منها اسم “دانا”؟!