حقق ميناء الملك عبد العزيز بالدمام؛ أكبر موانئ المملكة على الخليج العربي، أرقامًا قياسية جديدة في الأداء التشغيلي.
واحتل الميناء المرتبة 14 عالميًا في مؤشر كفاءة أداء موانئ الحاويات الصادر عن البنك الدولي لعام 2021؛ ما جعله “جوهرة” الموانئ بالمملكة.
وتؤكد الأرقام دور الميناء في تعزيز قطاع الموانئ والخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد؛ لرفع تصنيف المملكة في المؤشرات العالمية.
ففي فبراير 2024 حقق الميناء رقمًا قياسيًا في مناولة الحاويات المنقولة التي بلغت 235,820 حاوية، بزيادة تقدر بـ 25.41 % مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
مناولة الحاويات
ونتيجة لذلك؛ قفزت المملكة في مؤشر مناولة الحاويات لأكبر 100 ميناء في العالم 8 مراتب، وفق تصنيف “اللويدز ليست”، من المرتبة 24 إلى المرتبة 16 دوليًا.
كما حققت تقدمًا إضافيًا في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، بحسب تقرير الأونكتاد للربع الثالث 2023، الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، بتسجيل 77.66 نقطة، مقارنة بـ 76.16 نقطة في الربع الثاني لعام 2023م.
مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل
من جانبه، قال المهندس صالح بن ناصر الجاسر؛ وزير النقل والخدمات اللوجستية، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للموانئ: “إن هذا التقدم النوعي لموانئ المملكة في مناولة أعداد الحاويات يأتي نتيجة الدعم والتمكين المستمر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولى العهد، رئيس مجلس الوزراء للمضي قدمًا نحو تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية”.
وأضاف أن هذا يتحق من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية في الموانئ السعودية لتصل إلى أكثر من 40 مليون حاوية قياسية بحلول عام 2030.
ويساهم هذا في ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي وتطوير صناعة النقل والخدمات اللوجستية بالمملكة وتعظيم دورها الاقتصادي والتنموي”.
ميناء الملك عبد العزيز في الدمام
يعد ميناء الملك عبد العزيز هو الميناء الرئيس للمملكة على الخليج العربي، ويرتبط مع الميناء الجاف بالرياض بسلسلة لوجستية من خلال السكك الحديد.
ويمثل الميناء “ملتقى” لحركة التجارة من جميع أنحاء العالم وتجارة الترانزيت عبر المنطقتين الشرقية والوسطى.
أُنشئ الميناء بأمر من الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وعُهد إلى شركة “أرامكو” ببنائه تلبية لمتطلبات صناعة النفط في المملكة.
ثم شهد بعد ذلك توسعات متلاحقة، وافتتحت توسعته الأولى عام 1381هـ/1961م، في عهد الملك سعود بن عبد العزيز، وأطلق عليه اسم “ميناء الملك عبد العزيز”.
بنية رقمية وتجهيزات
1 . يبلغ عدد أرصفة الميناء 43 رصيفًا مكتملة الخدمات والتجهيزات، يمكن من خلالها استقبال السفن العملاقة.
2. يقدم خدمات تشغيلية شاملة، ويحتضن معدات مناولة حديثة تمكّنه من مناولة مختلف أنواع البضائع، بالإضافة إلى محطات المساندة للحاويات والبضائع العامة.
3. يضم عددًا من المحطات المساندة الأخرى؛ وتشمل: محطة للبضائع المبردة، ومحطتين للأسمنت “إحداهما لتصدير الأسمنت الأسود والكلنكر والأخرى للأسمنت الأبيض”.
كذلك محطة للحبوب السائبة، ومحطة لمناولة الحديد الخام؛ ومنطقة تصنيع القِطَع البحرية ومنصات الغاز والبترول.
4. يحوي مرفقًا لإصلاح السفن، يضم حوضين عائمين لاستيعاب السفن حتى 215 مترًا طولًا.
اكتفاء ذاتي
يعد ميناء الملك عبد العزيز في الدمام مكتفيًا ذاتيًا بتوفر المكاتب الإدارية والورش البحرية والميكانيكية والكهرباء والهاتف وشبكة الاتصالات البحرية ومحطة تكرير المياه.
كما يضم عيادة وقسم إطفاء ومجمعًا سكنيًا ضخمًا خاصًا بموظفي الميناء، ويحتوي على مسجد وسوق.
ويرتبط الميناء بشبكة طرق سريعة مع بقية مناطق المملكة ودول الخليج المجاورة.
خدمات خطوط شحن عالمية
وعزز الميناء منافسته واستراتيجياته التوسعية بإضافة العديد من خدمات خطوط الشحن العالمية.
وأخيرًا تمت إضافة مينائي شنغهاي وسنغافورة؛ بما يدعم حركة التصدير والاستيراد التابعة لشركة خطوط الشحن العالمية “إس جي بي”.
وقبلها أضافت شركة “Sea Lead” خدمة الشحن الجديدة “FAM” بالميناء بالتعاون مع “الشركة السعودية العالمية للموانئ” المشغل لمحطتي الحاويات بالميناء.
6 موانئ إقليمية
وتربط تلك الخدمة الميناء بـ 6 موانئ إقليمية وعالمية هي: “تشينجداو وشنغهاي ونينجبو ونانشا وجبل علي وحمد”.
وتزامن ذلك مع تشغيل خدمة “إي جيه بي إس ” المضافة من الخط الملاحي الإماراتي.
وتضم الخدمة: ميناء الملك عبد العزيز بالدمام، وميناء الشويخ بالكويت، وميناء جبل علي بالإمارات وميناء خليفة بن سلمان بالبحرين.
تيسير حركة سلاسل الإمداد
وأسهمت تلك الخدمة في تقليل زمن انتقال البضائع داخل موانئ الخليج العربى، وتيسير حركة سلاسل الإمداد، وزيادة حجم الشحنات، وزيادة الحصة السوقية من السفن العابرة على ساحل الخليج العربي.
وأضاف الميناء أيضًا 6 خدمات شحن جديدة بالتعاون مع كبرى خطوط الشحن العالمية، فيما شهد توقيع العديد من الاتفاقيات.
ووقّعت الهيئة العامة للموانئ السعودية “موانئ” وشركة “الجي فور للخدمات اللوجستية” عقدًا لإنشاء صوامع ومستودعات لتخزين الحبوب.
وتصل القيمة الاستثمارية للعقد إلى 200 مليون ريال، وبمساحة 100 ألف متر مربع؛ لتعزيز الأمن الغذائي في المملكة.
تدشين رافعات الحاويات الساحلية
شهد ميناء الملك عبد العزيز في عام 2022م تدشين ثلاث رافعات حاويات ساحلية جديدة.
وتعد هذه الرافعات هي الأحدث تقنيًا لاستقبال السفن الضخمة؛ بما يرسخ مكانته المحورية على ساحل الخليج العربي.
كما أنه يعزز من موقع المملكة كمركز لوجستي رائد ومحور ربط للقارات الثلاث، تماشيًا مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
وفي يونيو 2024 استقبل الميناء 3 رافعات ساحلية “آر تي جي” بقدرات تشغيلية آلية، و3 رافعات “كيو سي”.
وتساهم هذه الرافعات في تعظيم الكفاءة التشغيلية وزيادة الطاقة الاستيعابية لمناولة الحاويات.
قدرات استيعابية احتياطية
ويتميز ميناء الملك عبد العزيز بقدرة استيعابية احتياطية تضمن الإيقاف الفوري للبواخر في الأرصفة حتى خلال وقت الذروة.
كما يحوي أرصفة عديدة للبضائع العامة مجهزة برافعات قنطرية ومحطة حاويات مجهزة بمعدات المناولة الحديثة.
بالإضافة إلى محطة حاويات مجزأة لمناولة البضائع، ومحطة للأسمنت الأبيض السائب، ومحطة للأسمنت السائب والكلنكر، ومحطة للحبوب السائبة بمعدلات تفريغ عالية، ومحطة لزيت الطعام السائب.
تزويد البواخر بالوقود في عرض البحر
بالإضافة إلى ساحات تخزين للبضائع العامة مظللة ومكشوفة، وشبكة سكة حديد تربط الميناء بمدينة الرياض.
كذلك برج بحري يضم مركز المراقبة البحرية، ومساعدات ملاحية حديثة وقنوات اقتراب آمنة.
كذلك تعمل الإدارات المهمة في الميناء طوال 24 ساعة. كما تتوفر خدمة تزويد البواخر بالوقود في عرض البحر أو المرسى طوال 24 ساعة وكل أيام الأسبوع.
كما تقدم إدارة الميناء خدمة إصلاح سفن متطور بحوضين جافين عائمين للسفن لاستيعاب البواخر.
نجاح على مدى أربعة عقود
حقق ميناء الملك عبد العزيز نجاحًا كبيرًا على مدى أربعة عقود. وهو يقود نهضة صناعية واقتصادية كبرى، وحقق أداء تشغيليًا جيدًا خلال النصف الأول من عام 2024.
سجل الميناء ارتفاعًا في إجمالي الحاويات الصادرة والواردة بنسبة 37.4 % لتصل إلى مليون حاوية قياسية.
كما ارتفع إجمالي حاويات المسافنة بنسبة 89,9 %؛ لتبلغ 37,8 ألف حاوية. وذلك مقارنة بـ 20,12 ألف حاوية في العام الماضي.
وزود الميناء بـ 80 شاحنة كهربائية وفقًا لعقد تم توقيعه بين الشركة السعودية العالمية للموانئ (SGP) وشركة ساني الصينية، المتخصصة في تصنيع المعدات الثقيلة.
وبعد هذا التعاقد إعلانًا بأن ميناء الملك عبد العزيز أصبح أكبر ميناء في الشرق الأوسط يمتلك هذا العدد من الشاحنات الكهربائية.