واشنطن : خطط الاستمرار فى رصيف بحري مؤقت ام دائم بغزة ؟

المصدر : وكالات الانباء

تعكف إدارة جو بايدن على وضع اللمسات الأخيرة على المكونات الأساسية لخطتها لتثبيت رصيف عائم قبالة ساحل غزة لإرسال شحنات الأغذية وغيرها من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها حيث يلوح شبح المجاعة، بينما يشك بعض المسؤولين الأميركيين فيما إذا كانت الخطة العسكرية ضرورية أصلاً.

ومن المقرر أن تصل أربع سفن للجيش الأميركي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط في غضون أيام.

لكن الظروف المتطورة وسط الحرب ألقت بظلالها من جديد على خطة الرصيف البحري، بحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”.

ومن بين التحديات الوضع الأمني غير المستقر في المنطقة، حيث أثار تعهد إيران بالانتقام من الضربة الإسرائيلية على قنصليتها بدمشق مخاوف من أن الأفراد الأميركيين في المنطقة يواجهون مخاطر متزايدة.

ونفى المسؤولون الأميركيون تورط واشنطن في الهجوم، لكن طهران تؤكد أنه باعتبارها الداعم الرئيسي لإسرائيل، “يجب محاسبة الولايات المتحدة”.

وهناك متغير آخر يتمثل في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قافلة إنسانية تابعة للمطبخ المركزي العالمي، والذي أسفر عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة.

وفي حين قبلت إسرائيل اللوم عن الضربة وقالت إنه لا ينبغي استهداف عمال الإغاثة، فقد أدت المأساة إلى تعقيد الجهود الأميركية لترتيب توزيع ما يقدر بنحو مليوني وجبة سيتم تفريغها من الرصيف يومياً.

ويقول المسؤولون إن هناك أيضاً عدم وضوح بشأن مدى السرعة التي يمكن أن تفي بها إسرائيل بوعدها، الذي أعلنته يوم الخميس تحت ضغط من إدارة بايدن، بفتح ميناء إسرائيلي ومعبر حدودي إضافي إلى شمال غزة حتى تتمكن المزيد من المساعدات من الدخول.

ولخّص أحد المسؤولين الأميركيين المأزق بالقول: “نحن نبني الطائرة بينما نقودها”.

وحذر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية من أنه من السابق لأوانه التكهن بما إذا كان من الممكن عدم استخدام الرصيف في نهاية المطاف، لكنه أقر بأن خطة توزيع الغذاء لا تزال معتمدة.

وقال هذا المسؤول إنه تم التوصل إلى الخطة الأمنية للرصيف من حيث المبدأ، حيث أكدت القوات الإسرائيلية لنظرائها الأميركيين أنها ستوفر حماية كبيرة لهم.

وقال مسؤول دفاعي آخر إن عملية بناء الرصيف مستمرة، على الأقل في الوقت الحالي، لكنه تساءل عما إذا كانت التوقعات الأولية ستصمد.

وبعد أن أعلن بايدن عن الخطة خلال خطابه عن حالة الاتحاد في مارس، قال البنتاغون إن الرصيف يمكن أن يكون قيد الاستخدام لعدة أشهر.

وقال مسؤول الدفاع إنه بينما قال بعض المسؤولين إن هذا يظل هو التوقع السائد، فقد لا يعد هذا الجدول الزمني ضرورياً إذا توفرت وسائل أخرى لتوصيل المساعدات.

ولم يوافق مسؤول أميركي رفيع آخر على ذلك، قائلاً إن الرصيف لا يزال يتمتع بفائدة “بالتأكيد”. وقال هذا المسؤول: “للوصول إلى هذا الحجم من المساعدات التي نعتقد أنها ضرورية، سيتطلب الأمر اتباع نهج شامل.. لذلك لن نحتاج إلى الطرق الأرضية فحسب، بل سنحتاج أيضاً إلى الرصيف لبعض الوقت”.

وقد كثفت إدارة بايدن، التي تواجه انتقادات حادة بسبب دعمها الثابت لإسرائيل، ضغوطها على القادة الإسرائيليين ليس فقط لحماية المدنيين في حملتهم العسكرية ولكن لزيادة كمية الغذاء المسموح بدخولها إلى غزة بشكل كبير.

وحذر البيت الأبيض يوم الخميس من أن الفشل في الاستجابة لهذه المطالب قد يؤدي إلى تغيير في السياسة الأميركية تجاه اسرائيل.

وكان هناك العديد من الاراء التى طرحت حول إنشاء هذا الرصيف المؤقت، منها  انه سيوفر القدرة على استيعاب مئات الحمولات الإضافية من المساعدات، حيث ستأتي الشحنات من ميناء لارنكا في قبرص التي تبعد 210 أميال بحرية عن غزة، وسيتاح للمسؤولين الإسرائيليين فحص وتفتيش المساعدات المتجهة إلى غزة. وقيل ان واشنطن ستعمل لبناء تحالف من الدول التي ستسهم في توفير التمويل والقدرات لهذه المبادرة وتحويل هذا الميناء المؤقت إلى منشأة يجري تشغيلها تجارياً بمرور الوقت.