صحيفة أمريكية: سفن الحاويات العملاقة تحمل مخاطر متزايدة على العالم

شهدت الفترة الأخيرة سيطرة سفن الحاويات الضخمة على صناعة الشحن العالمية، مما ينطوي على مخاطر وتحديات كبيرة بالنسبة للعالم، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

حادثة جنوح سفينة إيفرجيفن

وأبرزت الصحيفة حادثة جنوح سفينة الحاويات (إيفرجيفن) في قناة السويس عام 2021 كمثال على هذه المخاطر، حيث أدت إلى تعطيل طرق التجارة الحيوية بين أوروبا وآسيا، مسببة خسائر اقتصادية كبيرة بلغت حوالي 10 مليارات دولار يومياً.

اقرأ أيضاً: أبرزها بناء السفن.. تعاون سعودي روسي في المجالات الصناعية والتعدينية

وفي السياق نفسه، تصادمت سفينة الحاويات الضخمة “دالي” بعمود دعم لجسر “فرانسيس سكوت كي” في بالتيمور الأمريكية، ما أدى إلى انهيار الجسر وإغلاق ممرات الشحن، مما تسبب في تعطيل الأنشطة التجارية في ميناء بالتيمور، وهو أحد أكثر الموانئ ازدحاماً على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

سفن الحاويات الضخمة

تفصل بين الحوادث في قناة السويس وميناء بالتيمور ثلاث سنوات وآلاف الأميال، ومع ذلك، تؤكد الحوادث على المخاطر المتنوعة والمرتبطة بسفن الحاويات الضخمة، التي أصبحت العمود الفقري للتجارة العالمية الحديثة.

وأشارت الصحيفة إلى زيادة حجم هذه السفن بشكل كبير في العقدين الماضيين، مما استدعى إجراء تعديلات في الموانئ والقنوات بتكلفة تصل مليارات الدولارات، للسماح للسفن العملاقة بالمرور، وخاصة مع تطور تكنولوجيا الشحن الجديدة ومنطق اقتصاديات الحجم.

الحوادث المادية

ومع ذلك، تمتد المخاطر التي تشكلها سفن الحاويات الضخمة إلى ما هو أبعد من الحوادث المادية، إذ أن الاعتماد المتزايد على الشحن البحري يعرض التجارة العالمية لمخاطر واضطرابات متعددة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية.

وبدأت هذه التوترات تتصاعد حول طرق الشحن الاستراتيجية، مع استهداف ميليشيا الحوثي في اليمن لسفن الحاويات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما أدى إلى إعادة توجيه السفن حول إفريقيا وزيادة تكاليف الشحن وارتفاع أسعار المستهلك.

وتجعل السفن الحديثة ذات الحجم المتزايد التأثير المحتمل للصراعات أو الهجمات أضخم بكثير، حيث يمكن لضربة واحدة ناجحة لسفينة عملاقة أن تعرقل التجارة العالمية بشدة، وفقاً للصحيفة.

الآثار السلبية

وأبرزت الصحيفة الآثار السلبية للعولمة غير المنظمة على صناعة الشحن، سواء من حيث المنافسة أو ممارسات العمل، أو الانخراط في ممارسات تجارية مشكوك فيها.

وبينما تعمل سفن الحاويات الضخمة كرمز للعولمة والازدهار الاقتصادي، فإنها تجسد أيضاً المخاطر ونقاط الضعف الكامنة في عالم شديد الترابط.

وتتطلب معالجة هذه التحديات جهوداً موحدة من أصحاب المصلحة في قطاع الشحن، لحماية سلامة شبكات التجارة العالمية واستدامتها ومرونتها، على حد قول الصحيفة.

اقرأ أيضاً: بعد انهيار جسر بالتيمور.. تلك هي القطاعات المتأثرة بإغلاق الموانئ