الفزع طال الجميع !
قالت شركة ميرسك فى بيان لها ” لقد فزعنا ماحدث فى بالتيمور ” !
شركات إعادة التأمين ونوادي الحماية والتعويضات أصبحت في “مأزق مروع” مقابل حجم التعويضات نتيجة حادث انهيار جسر بالتيمور، فهي خسائر مادية كبيرة بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالجسر وتعطل الميناء وخسائر في الأرواح يتم حصرها حتى الآن.
فهناك بريتانيا، وهي واحدة من 12 شركة تأمين متبادل تشكل المجموعة الدولية لنوادي الحماية والتعويض، والتي تتحمل وحدها أول 10 ملايين دولار من الخسائر الناتجة عن أي حادث وتتقاسم شريحة أخرى من الخسائر مع المجموعة الأوسع ثم تعيد التأمين على الخسائر فوق ذلك لدى اللويدز!!
قال أحد خبراء التأمين البحري إن مدفوعات تأمين المسؤولية بما في ذلك أضرار الجسور تمثل أرقام مالية ضخمة، ففي وقت سابق تم دفع نحو 1.5 مليار دولار بعد تحطم سفينة الرحلات البحرية كوستا كونكورديا في عام 2012 وهو رقم قياسي !
إدارة الرئيس بايدن تضرب أخماس في أسداس عن وقت إعادة جسر فرانسيس سكوت كي بالتيمور و”فاتورة ” إصلاحه وتصريحات بايدن بالإسراع في إعادة بناء الجسر وعينه على التعويضات !
حاكم ولاية ميرلاند ويس مور أعلن حالة الطوارئ بعد تفكك الطريق المرتفع وفقا لشرطة الولاية !
ارتفعت المخاطر مع زيادة التجارة الدولية في السلع ونمو السفن بعد أن تضاعف حجم الحاويات التي تتحرك عبر الموانئ الأمريكية تقريبا خلال 20 عاما، ليصل إلى أكثر من 62.2 مليون وحدة مكافئة بطول 20 قدما في عام 2022، ويعتبر جسر بالتيمور بوابة الفحم الرئيسية أيضا للولايات المتحدة .
فخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، كانت بالتيمور ثاني أكبر ميناء لصادرات الفحم الأمريكية، بعد نورفولك بولاية فيرجينيا، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
إذ صدّرت بالتيمور خلال الأشهر التسع الأولى من عام 2023 حوالي 20.3 مليون طن قصير من الفحم، ارتفاعا من 14.3 مليون طن قصير خلال نفس الفترة من عام 2022 كما تصنيف بالتيمور أيضا كأكبر ميناء للمركبات الجديدة حيث تمر به 750 ألف مركبة في نفس هذا العام !
أيضا الرعب الذي يتملك مالك السفينة المُتسببة في الحادث إذ سيواجه مطالبات للتعويض بمئات الملايين من الدولارات.
إنها أشبه بتراجيديا يونانية أصابت العالم “البحري” بالصدمة بعد معاناة صناعة الشحن في العالم من الكثير من الضربات بعد كوفيد 19 مرورا بحرب روسيا أوكرانيا وصولا إلى أزمة البحر الأحمر ومضيق باب المندب واستيقاظ القراصنة وجفاف قناة بنما وأزمة المرور بقناة السويس.. “ضربات” متلاحقة وحالات من “الفزع” تجاه حركة التجارة العالمية !
واليوم سيتم تعليق حركة الشحن من وإلى الميناء حتى إشعار آخر !
ثلث الجسور الولايات المتحدة في حاجة إلى إصلاحات كبيرة
يبدو أن انهيار جسر فرانسيس سكوت كى الذي يمتد بطول 1,6 ميل فوق نهر باتابسكو إلى ميناء بالتيمور وفقا لهيئة النقل بولاية ماريلاند قد فتح جرحا غائرا لدى الجسور بالولايات المتحدة، وحاجة أكثر من ثلث هذه الجسور في حاجة إلى إصلاحات كبيرة ويجب استبدالها، وفقا للجمعية الأمريكية لمنشئي الطرق والنقل وهو ما سيكلف أكثر من 319 مليار دولار.
فحوالي 4.6 في المائة من جسور ماريلاند تم تصنيفها على أنها تعاني من عيوب هيكلية، بما في ذلك الجسر الذي تم تشييده في عام 1958.
الأحداث الدراماتيكية بدأت في حوالي الساعة 1.30 صباحا بالتوقيت المحلي الثلاثاء 26 مارس الجاري حلت الكارثة التي سببتها سفينة شحن اسمها دالى وهي واحدة من السلالة الجديدة من السفن الأكبر حجما للحاويات، فدالى تبلغ سعتها 9,962 حاوية مكافئة المصممة للاستفادة من مجموعة أكبر من أقفال قناة بنما منذ عام 2016.
الغريب أنه كان من المفترض أن يستقبل ميناء بالتيمور 7 سفن أخرى عملاقة حتى السبت المقبل !
التحليلات الأولية للحادث !
وإذا كانت التحليلات الأولية لحدوث الحادث تقول إن الجوانب الكبيرة لسفن الحاويات قد يجعلها أكثر عرضة للرياح العاتية، ومن الممكن أيضا أن يكون حجم السفينة قد لعب دورا فى الاصطدام لكن هناك اصوات خرجت لتشكك في “رداءة الغاز” المشغل للسفينة !
فى حين أن الفايننشيال تايمز في تقرير لها تتهم الولايات المتحدة بالمسؤولية عن معظم حالات انهيار الجسور الـ 35 التي سببتها سفينة أو بارجة بين عامي 1960 و2015، وفقا لتقرير صدر عام 2018 عن الرابطة العالمية للبنية التحتية للنقل المائي.
بينما قال المهندسون إن النتيجة الكارثية كانت محتملة للغاية بمجرد اصطدام سفينة بحجم دالي مباشرة بالجسر، على الرغم من أن العديد منهم تساءلوا عما إذا كانت هناك ضمانات كافية لمنع الاصطدام.
وقال روبرت بينايم، زميل الأكاديمية الملكية للهندسة في المملكة المتحدة، إن الحادث يشير إلى أن الحماية حول أرصفة الجسر – أو الدعامات الرئيسية – من السفن كانت “غير كافية ” !
وشهد شاهد : حالة الجسور والطرق مزرية!
افتتح الجسر أمام حركة المرور في عام 1977، وبالتالي ربما لم يتم بناؤه مع الأخذ في الاعتبار حجم سفن الحاويات الحديثة مثلما يقول خبراء، مؤكدين أن الانهيار يأتي بعد تسع سنوات من استنكار وزارة النقل الأمريكية لـ حالة الترميم المزرية” للطرق والجسور فى البلاد !
فهناك 42 % من الجسور يزيد عمرها عن 50 عاما، وأن 7.5 في المائة منها كانت “معيبة” من الناحية الهيكلية، وفقا للجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين.
وكانت قد وقعت الحادثة السابقة الأكثر تشابها ظاهريا في الولايات المتحدة مع كارثة جسر فرانسيس سكوت كي في عام 1980، عندما خرجت سفينة النقل السائبة ساميت فينشر عن مسارها واصطدمت بجسر صن شاين سكايواي في تامبا بولاية فلوريدا، مما تسبب في انهيار أدى إلى مقتل 35 شخصا.
وهناك العديد من مثل هذه الحوادث قد حدثت مثل انهيار جسر الطريق السريع 35 دبليو فوق نهر المسيسيبي عام 2007، والذي أسفر عن مقتل 13 شخصا، تم إلقاء اللوم في ذلك على جسر ضعيف يحمل الكثير من الحمولة.
وفي عام 2022، انهار جسر فيرن هولو في بيتسبرغ وكان عليه خمس مركبات وألقى المحققون باللوم على عدم كفاية عمليات التفتيش والصيانة.
مصائب ميناء عند موانئ أخرى فوائد!
وعلى الرغم من أن الميناء أصغر من مينائي نيويورك ونيوجيرسي، إلا أنه هو ميناء الدخول الرئيسي للسيارات المستوردة على الساحل الشرقي.
ففي عام 2023، تعامل الميناء مع رقم قياسي بلغ 52.3 مليون طن من البضائع الأجنبية بقيمة 80 مليار دولار.
وشمل ذلك أكثر من 847 ألف سيارة وشاحنة خفيفة و1.3 مليون طن من الآلات الزراعية وآلات البناء، ويرتبط بالميناء حوالي 149 الف وظيفة بأنشطة الميناء وهي خسائر بالجملة !.
لكن.. فمصائب ميناء عند موانئ اخرى فوائد !