بدأ ميناء لونغ بيتش بدوره الاستعداد لتداعيات مشابهة، مع توقعات بتراجع كبير في حجم المناولة خلال الأشهر المقبلة.
يأتي هذا عقب تحذيرات ميناء لوس أنجلوس من انخفاض كبير في حركة الشحن نتيجة السياسات الجمركية الصارمة التي تتبناها الإدارة الأمريكية.
تراجع في الأداء بعد بداية قوية
كشف ماريو كورديرو، الرئيس التنفيذي لميناء لونغ بيتش، في تصريحات لموقع LAist، اليوم السبت، أن الميناء شهد في الربع الأول من عام 2025 أداءً قياسيًا، إذ تعامل مع أكبر حجم من مناولة الحاويات في الولايات المتحدة.
وأضاف “كورديرو” أن الصورة تغيّرت سريعًا في الربع الثاني من العام؛ حيث بدأت رحلات السفن تُلغى تباعًا نتيجة تراجع الطلب وتأثر حركة التجارة العالمية بالسياسات الجمركية.
وأوضح كورديرو أن الميناء يتوقع انخفاضًا بنسبة 30 % في حجم الشحنات خلال الربع الثاني.
بينما قد تصل نسبة التراجع إلى 20 % خلال النصف الثاني من العام إذا استمر الوضع الحالي دون تغيّر، بحسب التقرير.
انعكاسات على المستهلكين والأسواق
وأشار كورديرو إلى أن تداعيات هذا التراجع ستبدأ بالظهور على المستهلكين بحلول يوليو المقبل، وهو بداية موسم الذروة في الميناء الذي يشهد عادة استقبال شحنات موسم العودة إلى المدارس والعطلات.
وأوضح أن طلبات الشحن الخاصة بموسم الذروة يجب تقديمها قبل نهاية مايو لضمان وصول البضائع في الوقت المحدد.
وأكد أن هناك توقفًا شبه تام في الطلبات القادمة من الصين، التي تمثل نحو 60 % من واردات الميناء.
الحرب التجارية تعمّق الأزمة
ورغم تمسك كلٍّ من واشنطن وبكين بمواقفهما في الحرب التجارية المستمرة، أعرب كورديرو عن أمله في استئناف المفاوضات بين الجانبين لتخفيف حدة الأزمة.
وقال إن استمرار التوترات سيؤدي إلى مزيد من التراجع في حجم الشحنات، ما سينعكس سلبًا على الاقتصاد المحلي وسوق العمل في ولاية كاليفورنيا.
تأثيرات على العمالة المرتبطة بالميناء
حذر كورديرو من أن الانخفاض في حجم المناولة سيؤثر مباشرة على فرص العمل المرتبطة بالميناء.
وأوضح أن هناك أكثر من 700 ألف وظيفة تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على عمليات ميناء لونغ بيتش.
وتابع أن انخفاض عدد الحاويات يعني تقليص فرص العمل في الأرصفة وفي قطاع النقل البري.
وأشار إلى أن هذا الانكماش قد يطال سلسلة الإمداد بأكملها، من العمال الميدانيين إلى شركات الخدمات اللوجستية.
ميناء لونغ بيتش بين الضغوط والتحديات
يواجه ميناء لونغ بيتش، ثاني أكبر ميناء في الولايات المتحدة، مرحلة حرجة تتقاطع فيها السياسة بالتجارة، إذ تهدد الإجراءات الجمركية الجديدة بتقويض المكاسب التي حققها الميناء في مطلع العام.
ويعد الميناء من أهم البوابات البحرية على الساحل الغربي؛ حيث يعتمد عليه الاقتصاد الأمريكي في نقل البضائع القادمة من آسيا.
ويعتبر أي اضطراب في نشاط لنوغ بيتش عامل ضغط إضافي على سلاسل الإمداد الوطنية.











