الرسوم الجمركية الأمريكية تدفع “كوسكو الصينية” لتوسيع شبكتها عالميًا

كوسكو الصينية

تتجه شركة كوسكو الصينية للشحن نحو إعادة هيكلة إستراتيجيتها بعيدًا عن الأسواق الأمريكية.

يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات التجارية وفرض سياسات بحرية عقابية تهدد عملياتها بشكل مباشر.

جاء ذلك وفق ما ورد في تقرير موقع “Container News” الأحد، وهو بوابة متخصصة في مجال الشحن البحري وتطبيقات الحاويات.

تحديات متزايدة على كوسكو الصينية

وتواجه المجموعة المملوكة للدولة الصينية تحديات متزايدة نتيجة الإجراءات الأمريكية، خاصة الرسوم البحرية الجديدة

وتستهدف الرسوم الأمريكية السفن المشغلة من جانب الشركات الصينية، والمقرر دخولها حيز التنفيذ في أكتوبر المقبل.

وفي خطوة استباقية، شرعت “كوسكو” في تحويل دفة نشاطها نحو أسواق ناشئة في مناطق متعددة.

وتسعى “كوسكو”، بحسب التقرير، إلى تعزيز حضورها وتوسيع شبكة خدماتها بعيدًا عن المخاطر المرتبطة بالسوق الأمريكية.

كما سجّلت الشركة إنجازًا تقنيًا مع تنفيذ أول عملية رسو جاف باستخدام تقنية الطلاء الكهروستاتيكي لمادة PPG SIGMAGLIDE 2390.

ويعكس ذلك سعيها لرفع كفاءة الأسطول وتخفيض التكاليف التشغيلية، بما يتماشى مع توجهها لتعزيز مرونتها في مواجهة المتغيرات العالمية.

خطوات استباقية للولايات المتحدة

يذكر أن الولايات المتحدة شرعت في خطوة تنظيمية غير مسبوقة تستهدف مباشرة النفوذ الصيني في صناعة النقل البحري.

فقد أعلنت الممثلية التجارية الأمريكية (USTR) عن فرض رسوم جديدة على السفن “المملوكة أو المشغَّلة صينيًا”، وأيضًا تلك “المبنية في الصين”.

تبدأ تلك من 50 دولارًا لكل طن صافٍ لكل رحلة إلى الموانئ الأمريكية، وترتفع تدريجيًا لتصل إلى 140 دولارًا بحلول عام 2028.

اللافت أن هذه الرسوم لا تقتصر على السفن المملوكة لشركات صينية، بل تشمل أيضًا السفن المبنية في الصين حتى وإن كانت مشغلة من شركات غير صينية.

ومن المقرر أن يدخل القرار حيّز التنفيذ المرحلي اعتبارًا من أكتوبر 2025.

الهدف من الرسوم الجمركية

وتهدف هذه الخطوة، بحسب بيانات سابقة، إلى تقليص الاعتماد على القدرات الصينية الضخمة في بناء السفن والخدمات اللوجستية.

بالإضافة إلى إتاحة متنفس لصناعة بناء السفن الأمريكية المتراجعة.

يرتبط السياق السياسي والاقتصادي لهذه الرسوم بتحقيقات قانونية بموجب المادة 301 من التشريعات التجارية الأمريكية.

إلى جانب تقارير متعمقة وضعت الأسس الفنية لكيفية احتساب الرسوم وفقًا للطن الصافي والحاوية.

يأتي هذا بالتزامن مع تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية، خاصة مع تزايد الحضور الصيني في شبكات النقل البحري العالمية.

إعادة رسم خريطة الخدمات الملاحية

في المقابل، بدأت شركات الملاحة بالفعل في إعادة رسم خرائط خدماتها لتجنب الرسوم.

وقامت بعض التحالفات البحرية بتفكيك خطوط عابرة للمحيط الهادئ كانت تعتمد على سفن مبنية في الصين، واستبدلتها بسفن أخرى.

ومثال ذلك إعادة هيكلة خدمة MS2 في أحد التحالفات الآسيوية المنافسة، وهو ما مكّن من سحب عشر سفن مبنية في الصين من نداءات الموانئ الأمريكية.

ومن المتوقع أن تحذو COSCO والشركات الصينية الأخرى نفس النهج عبر استخدام مساحات (slots) على سفن شركاء غير صينيين.

تعد شركة “كوسكو” الصينية إحدى أكبر مشغلي الموانئ وخطوط الشحن في العالم، والتي حذّرت من أن الرسوم قد تربك سلاسل الإمداد العالمية.

لكنها في الوقت ذاته بدأت في تعديل إستراتيجيتها، معلنة في بيانات أرباحها أنها تركز على تعزيز حضورها في أسواق ناشئة.

أظهرت أرقام الشركة للنصف الأول من 2025 نموًا في الإيرادات والأحجام عبر موانئها العالمية، ما يؤكد نجاحها في إعادة توزيع قدراتها.