ألفالاينر: تصاعد التوترات بالشرق الأوسط يضع “النقل البحري” أمام تحديات خطيرة

ألفالاينر

قالت شركة “ألفالاينر” إن قطاع النقل البحري دخل مرحلة تأهب قصوى، على خلفية تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، جراء الحرب بين إيران وإسرائيل.

كما أوضحت أن هذا التصاعد زاد من المخاوف بشأن زعزعة استقرار المنطقة الأوسع في الشرق الأوسط. وذلك بحسب ما ورد في أحدث مسح أجرته شركة “ألفالاينر”، المتخصصة في دراسات الشحن.

ويأتي هذا القلق وسط سيناريو إقليمي بالغ الحساسية، حيث تتركز نسبة كبيرة من تدفقات النفط الخام العالمية.

كما أكد تقرير “ألفالاينر” أن هذا يعزز المخاطر الجيوسياسية على حركة السفن، والممرات التجارية الحيوية.

ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف الشحن

علاوة على ذلك ذكر التقرير أن احتمالات اتساع رقعة الحرب في منطقة، تمثل قرابة ثلث إمدادات النفط الخام العالمية. تسهم في دفع أسعار الطاقة والشحن إلى مستويات مرتفعة. كما أضاف التقرير ذاته أن شركات الشحن والتجار ووكلاء التأمين يقومون بإعادة تقييم المخاطر المرتبطة بالعمل في المنطقة.

وتنعكس هذه التوترات على نشاط ناقلات النفط التي باتت تواجه تحديات تشغيلية ومالية، وسط استمرار القلق بشأن سلامة الملاحة وخطوط الإمداد.

السوق يعمل بكفاءة رغم التحديات الأمنية

وأشار تقرير ألفالاينر إلى أن قطاع الخطوط الملاحية المنتظمة لا يزال يعمل بكامل طاقته، على الرغم من تصاعد التهديدات.

ونوه إلى أنه تم تسجيل فقط نحو 70 سفينة خاملة تجاريًا، تمثل ما لا يتجاوز 0.6 % من الأسطول العالمي البالغ 32 مليون طن متري.

واعتبر أن هذا الرقم المنخفض يؤكد أن أي تباطؤ في قطاع النقل البحري لا يعود إلى تأثير مباشر من التوترات الجيوسياسية الراهنة.

كما أظهر التقرير أن الطلب على السفن الكبيرة ما يزال مرتفعًا بشكل ملحوظ؛ حيث لم تُسجل حالات خمول تقريبًا للسفن التي تزيد سعتها عن 12,500 حاوية مكافئة.

مكاسب مرحلية لقطاع الشحن

أشارت شركة “ألفالاينر” إلى أن قطاع الخطوط الملاحية المنتظمة يستفيد حاليًا من الاضطرابات الجيوسياسية، إلا أن استدامة هذا الوضع غير مؤكدة.

وتابع التقرير أن الحرب الجارية بين إيران وإسرائيل تخلق مناخًا من عدم اليقين المستقبلي في قطاع النقل البحري.

وأكد أن أسطول سفن الحاويات الخاملة تجاريًا لايزال عند مستويات منخفضة للغاية، مع تسجيل تقلبات طفيفة في مايو الماضي.

انخفاض طفيف في حركة الشحن عبر مضيق هرمز

فيما قال مركز المعلومات البحرية المشترك، أمس، إن حركة الشحن عبر مضيق هرمز سجلت تراجعًا طفيفًا خلال الأيام الماضية.

يأتي هذا على الرغم من عدم تعرض البنية التحتية النفطية الرئيسية لأي تعطيل كبير حتى الآن.

وأشار المركز إلى عبور 111 سفينة شحن المضيق في 15 يونيو الجاري، مقارنة بـ116 سفينة في 12 يونيو.

مضيق حيوي ما زال يعمل رغم التوترات

يمثل مضيق هرمز ممرًا مائيًا بالغ الأهمية، إذ يمر من خلاله نحو 20 % من إنتاج النفط العالمي؛ ما يجعله نقطة ارتكاز حاسمة في استقرار أسواق الطاقة العالمية.

وأشار مركز المعلومات، التابع للتحالف البحري الدولي المتمركز في البحرين، إلى أن “الانخفاض في عدد السفن العابرة يُعد طفيفًا”، رغم التهديدات العسكرية القائمة.

تداخل إلكتروني يهدد سلامة الملاحة

يذكر أن السلطات البحرية قد رصدت، الأسبوع الجاري، تداخل إلكتروني كبير يؤثر على السفن التجارية في الشرق الأوسط.

وأكد مركز المعلومات البحرية (JMIC)، أن السفن قرب الخليج العربي وشرق البحر الأبيض المتوسط تواجه تشويشًا شديدًا.

وقال المركز إن هذا التشويش يتمركز على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وإشارات خاطئة لتحديد الموقع.

وأضاف المركز التابع للقوات البحرية المشتركة بقيادة الولايات المتحدة، أن هذا يزيد من مخاطر الحوادث الملاحية حاليًا.

دعوة لتفعيل أنظمة بديلة

وحثّ المركز مشغلي السفن على متابعة أنظمة الملاحة بدقة، والاستعداد باستخدام تقنيات بديلة لتحديد المواقع ووسائل اتصال إضافية.

وشدد على أهمية تفادي الأخطار المحتملة الناتجة عن هذه الظاهرة الإلكترونية المعقدة؛ لافتًا إلى أن هذه التحذيرات تأتي في وقت بالغ الحساسية.

وأشار إلى أن التشويشات المرصودة تهدد بعرقلة سلاسة التجارة البحرية، في واحدة من أكثر المناطق نشاطًا وحساسية.