أكدت الحكومة البريطانية، اليوم الأحد، عن زيادة ضخمة في تمويل صادراتها، بلغت 20 مليار جنيه إسترليني. تأتي هذه الخطوة الاستراتيجية لمواجهة التحديات المتزايدة على الساحة التجارية العالمية. بالإضافة إلى دعم الشركات المتضررة من السياسات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية
وتأتي هذه المبادرة في وقت تتصاعد فيه القيود التجارية، على خلفية فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية.
وتستهدف هذه الرسوم ما يقرب من 180 دولة ومنطقة حول العالم. ومن شأن هذه الخطوة تعميق التوترات التجارية العالمية وتعيد تشكيل خريطة حركة السلع عبر البحار.
دعم مرن للتكيف مع البيئة التجارية
كما تستهدف الحزمة، بحسب بيان وزارة المالية البريطانية اليوم الأحد، تمكين الشركات البريطانية من التكيف مع هذه البيئة التجارية الجديدة.
وقالت إن هذا يتحقق من خلال رفع سقف الإقراض لدى هيئة تمويل الصادرات البريطانية إلى 80 مليار جنيه. وأضاف البيان أنه تقرر تخصيص 10 مليارات لدعم الصناعات الأكثر تضررًا.
كما تقدم الحكومة البريطانية قروضًا مرنة تصل إلى مليوني جنيه إسترليني للشركات الصغيرة والمتوسطة. وتمثلا هذه الشركات العمود الفقري للتصدير في المملكة، لتعزيز قدرتها على التوسع والبقاء في الأسواق العالمية.
رسالة طمأنة من وزارة المالية
من جهتها، أكدت ريتشيل ريفز، وزيرة المالية، أن هذه الحزمة هي استجابة مباشرة للتغيرات العالمية. وقالت “ريفز” إن بريطانيا تدخل مرحلة جديدة من التجارة الدولية، مليئة بالتحديات والفرص.
وأضافت أن هذا الدعم يساعد الآلاف من شركاتنا على الصمود والتطور وسط بيئة مليئة بالتحولات. وتابعت أن الحكومة عازمة على تعزيز مرونة الاقتصاد البريطاني، وتمكينه من الحفاظ على مكانته في الأسواق رغم تنامي السياسات الحمائية.
تأثير محدود للرسوم الجمركية
بينما كانت شركة كلاركسون المتخصصة في أبحاث الشحن البحري، قد أشارت إلى أن هذه الرسوم قد تحدث تأثيرًا محدودًا على حركة التجارة البحرية العالمية.
كما أوضحت أن نسبة التأثير لا تتجاوز 1.5 %، مؤكدة في تقريرها الأخير أن معظم الشحنات البحرية قد تستمر في التدفق دون تغيرات جوهرية على المدى القريب.
بينما ذكرت بيانات “كلاركسون” أن البضائع السائبة الجافة كانت الأكثر تأثرًا بالرسوم الجمركية في الحرب التجارية الأولى.
توقعات بتراجع أحجام الحاويات
ورغم هذا التقدير المتفائل نسبيًا، أصدرت شركة تحليل الحاويات لينيرليتيكا توقعات أكثر تحفظًا. ورجحت شركة الحاويات تراجع أحجام شحن الحاويات عالميًا بنسبة 1.1% خلال عام 2025.
كما أشارت إلى أن ضعف الطلب المتوقع في موسم الذروة الصيفي، قد يعكس تأثيرًا غير مباشر للرسوم الجمركية على قطاع الشحن البحري.