ميناء ينبع التجاري.. إرث تاريخي وخطوات نحو المنافسة عالميًا

ميناء ينبع

يحمل ميناء ينبع التجاري إرثًا تاريخيًا كبيرًا للمملكة على مدى أكثر من ألف عام منذ أن اشتراه الأيوبيون بأربعة آلاف مثقال.

لذا يعد أحد أقدم الموانئ السعودية على البحر الأحمر. واليوم يمتلك مقومات عالمية.

مزايا ميناء ينبع

يتميز ميناء ينبع بموقعه الإستراتيجي؛ إذ يقع على الساحل الشرقي للبحر الأحمر على مسافة تبعد نحو 460 ميلًا شرق جنوب قناة السويس. كما يقع بين ميناء ضبا شمالًا ومينائي الملك فهد الصناعي وجدة الإسلامي جنوبًا.

كذلك يرتبط بأنحاء المملكة عبر شبكة لوجستية من الطرق الحديثة؛ ونظرًا لأنه الأقرب إلى أوروبا وأمريكا الشمالية فهو “بوابة” للمملكة على موانئ العالم.

ويعد ميناء ينبع التجاري البوابة الثانية لقدوم ومغادرة الحجاج، وتم افتتاحه رسميًا في عهد الملك فيصل عام 1965.

بينما يتميز بكونه المنفذ التجاري الإستراتيجي الأهم لمنطقتي المدينة المنورة والقصيم.

أرصفة الميناء وطاقته التشغيلية

يبلغ عدد أرصفة ميناء ينبع 12 رصيفًا، بأعماق تتراوح بين 10 و14 مترًا، ويجري العمل على توسعة العمق في رصيفين إلى 16 مترًا.

وتتيح هذه المزايا بالميناء استقبال كبرى السفن التجارية لخدمة التجارة البينية بين المملكة والدول المجاورة.

فيما تُقدّر طاقته الاستيعابية بأكثر من 13,5 مليون طن سنويًا، كما يتضمن محطة للركاب تتسع لنحو 1.500 راكب، ومحطة للبضائع العامة.

بالإضافة إلى صومعتَين لتخزين المواد السائبة بطاقة 20 ألف طن لكل وحدة، وتربطه بمكة المكرمة والمدينة المنورة شبكة حديثة من الطرق البرية.

ميناء ينبع

طلبات المناولة

شهد ميناء ينبع التجاري نموًا في عمليات المناولة خلال شهر أكتوبر 2024 بنسبة 46%، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023.

في حين حقق رقمًا قياسيًا لمعدل الشحن مؤخرًا؛ فبلغ ألف طن خلال 24 ساعة؛ وذلك من خلال مناولة مادة “الكلنكر السائب”.

يأتي ذلك تتويجًا لجهود إدارة ميناء ينبع التجاري في استقطاب عدد من الخطوط الملاحية المنتظمة لتصدير شحنات مادة الكلنكر.

ويساهم الميناء في تعزيز الصادرات الوطنية؛ وتوظيف الخبرة التراكمية له في مناولة المواد السائبة.

تعزيز الخدمات اللوجستية

من جانبها اتخذت الهيئة العامة للموانئ “موانئ” العديد من الإجراءات التنظيمية والتشغيلية لتعزيز الخدمات اللوجستية بميناء ينبع ورفع جودتها التشغيلية والمينائية.

وتتناسب هذه الخدمات مع التحديات المستقبلية في صناعة الشحن البحري. وطبقًا لقواعد المنظمة الدولية البحرية بتحويل الميناء إلى ميناء ذكي.

وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز؛ أمير منطقة المدينة المنورة. دشن مشروع النظام الأمني في ميناء ينبع التجاري.

كذلك يُعد ذلك المشروع نقلة نوعية في استخدام التقنيات الحديثة لضمان الأمن والسلامة. وسرعة الحركة من وإلى الميناء وفقًا للمتطلبات الدولية.

المشروعات الاستثمارية بالميناء

يضم ميناء ينبع عددًا من المشروعات الاستثمارية؛ منها: محطة ينبع لمناولة الحبوب (شركة الحبوب الوطنية). وتصل الطاقة التشغيلية لمحطة مناولة الحبوب إلى 30 مليون طن في السنة.

علاوة على مشروعات القطاع الخاص؛ وأهمها مشروعات: استثمار صوامع الأسمنت كمحطة صديقة للبيئة لمناولة المواد الأسمنتية. بالإضافة إلى مستودعات التخزين، والهيئة العامة للأمن الغذائي.

كما أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية التي يجري العمل عليها؛ ومنها: مشروع مرسى اليخوت. الذي يتضمن فندقًا ومركزًا للرياضات البحرية للمساهمة في تطوير القطاع السياحي بالمملكة.

إلى جانب مشروع إنشاء محطة متطورة لاستقبال الحاويات بجزيرة العباسي. واستقبال شحنات العبّارات المصرية من الركاب والبضائع.

2

 

اتفاقيات جديدة بميناء ينبع

جدير بالذكر أن الهيئة العامة للموانئ وقًعت، مؤخرًا. اتفاقية مع الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني “سالك”. وتنص على تأجير مساحة (313 ألف متر مربع) في ميناء ينبع التجاري. بطاقة إجمالية تبلغ 5 ملايين طن سنويًا.

ويهدف المشروع إلى إنشاء أولى وأكبر محطة إقليمية لاستيراد ومعالجة وتصدير الحبوب في المملكة على مرحلتين. بما يدعم الحركة التشغيلية بميناء ينبع التجاري. ويستقطب مزيدًا من الخطوط الملاحية العالمية. إضافة إلى الاستثمارات في قطاع الخدمات اللوجستية المصاحبة لنمو الحركة التشغيلية والزيادة في أعداد السفن داخل الميناء.

إنجازات “موانئ” خلال 2024

فيما حققت “موانئ” إنجازات نوعية خلال عام 2024؛ ما أسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي من تصنيفات موانئها في التقارير الدولية.

إلى جانب افتتاح المشاريع الاستثمارية الكبرى؛ تماشيًا مع مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.

وفي هذا الإطار ارتفع التصنيف الدولي للمملكة في مناولة أعداد الحاويات بموانئها إلى المرتبة 15 عالميًا وفقًا لتقرير “لويدز” لعام 2024.

وجاءت 3 موانئ سعودية ضمن أكبر 100 ميناء بالعالم، وقفز ميناء جدة الإسلامي من المرتبة 41 إلى المرتبة 32 عالميًا.

كما تقدم ميناء الملك عبد الله من المرتبة 71 إلى 70، وميناء الملك عبد العزيز بالدمام من المرتبة 90 إلى 82 عالميًا، ويبقى ميناء ينبع التجاري القادم إلى العالمية في 2025.