حذر أحد المحللين، من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يجب أن تقيم بشكل عاجل مخاطر الازدحام الشديد في سلاسل التوريد؛ قبل فرض رسوم على موانئ السفن الصينية.
عواقب غير مقصودة للرسوم
وقال إن الرسوم المقترحة على سفن الحاويات التي تصنعها الصين وتستورد البضائع إلى الولايات المتحدة قد يكون لها عواقب غير مقصودة. ومن أهم هذه العواقب ازدحام الموانئ وزيادة أسعار الشحن والتحولات في أنماط التجارة العالمية.
وكانت قد أعلنت إدارة “ترامب” خطط فرض رسوم قدرها مليون دولار في كل مرة تدخل فيها سفينة تديرها شركة صينية إلى ميناء أمريكي.
ويهدد الإشعار الفيدرالي الأمريكي أيضًا بفرض رسوم كبيرة أخرى على السفن التي تصنعها الصين وتديرها شركة نقل من أي دولة.
فيما يقترح قسم ثالث في الإشعار فرض رسوم إضافية على شركات النقل بناءً على النسبة المئوية للسفن الجديدة التي يتم طلبها وبناؤها بالصين.
إجراءات شركات نقل الحاويات لتجنب الرسوم
وقال “بيتر ساند” كبير المحللين في “زينيتا”، وهي منصة خاصة برصد حركة الشحن الجوي والبحري: “ستتخذ شركات نقل الحاويات البحرية إجراءات لتجنب الرسوم، مثل الرسو في عدد أقل من الموانئ، ما قد يتسبب بازدحام كبير وتأخيرات في الولايات المتحدة”.
وتابع: “لقد شهدنا موقفًا مشابهًا العام الماضي، عندما خفضت شركات النقل مكالمات الموانئ في آسيا، وتعاملت مع المزيد من الحاويات لكل مكالمة بسنغافورة في محاولة للتعويض عن تأثير أزمة البحر الأحمر والتحويلات حول إفريقيا”.
وكان الازدحام الشديد الناجم عن التعامل مع المزيد من الحاويات في سنغافورة امتد عبر سلاسل التوريد العالمية.
كما شهد ارتفاع متوسط أسعار الشحن الفوري من الشرق الأقصى إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة بأكثر من 300 %.
التجارة.. السلاح الأمريكي ضد الصين
وقال “ساند” إن “ترامب” يستخدم التجارة كسلاح ضد الصين، لكن عليك أن تتساءل عما إذا كانوا يفهمون حقًا عواقب هذه السياسة، لأن هناك خطرًا كبيرًا من أنها ستتسبب في حدوث اضطرابات كبيرة وتجعل شحن الحاويات أكثر صعوبة وتكلفة للمستوردين الأمريكيين.
وذكر “ساند” أن الشاحنين يمكنهم أيضًا اتخاذ إجراءات لتجنب الرسوم عن طريق استيراد البضائع إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك وكندا.
ارتفاع الواردات الصينية إلى المكسيك
يذكر أن الواردات السنوية ارتفعت من الصين إلى المكسيك عام 2024، بنسبة 15 %، مقارنة بعام 2023 عند 1.42 مليون حاوية مكافئة لعشرين قدمًا إلى كندا.
كما ارتفعت الواردات من الصين بنسبة 16% عند 1.8 مليون حاوية مكافئة لعشرين قدمًا.
وقال “ساند”: “لقد استخدم الشاحنون المكسيك وكندا كباب خلفي إلى الولايات المتحدة. لتجنب الرسوم الجمركية على الواردات من الصين”.
وتعهد “ترامب” بوقف هذا الاتجاه من خلال فرض رسوم جمركية. بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا وجعل استخدام هذه الدول كباب خلفي أقل جاذبية.
رسوم جمركية إضافية
إذا واجه الشاحنون الآن رسومًا جديدة للموانئ بالإضافة إلى الرسوم الجمركية عند الاستيراد مباشرة إلى الولايات المتحدة. فقد يغير هذا الوضع مرة أخرى ويغذي المزيد من نمو الواردات الصينية إلى المكسيك وكندا.
ومن عجيب المفارقات أن “ترامب” قد يقود بشكل غير مباشر أحد الأشياء التي يحاول الحماية منها. وقد نرى حتى أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع بالبضائع التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة عن طريق الجو.
يقول كبير محللي “زينيتا”: إنه من المستحيل التنبؤ بالتداعيات المحتملة والآثار الجانبية غير المقصودة. لهذه الرسوم على الموانئ بدرجة من اليقين؛ ما يجعلها مثل هذا الموقف الصعب لكل المستوردين وشركات النقل الأمريكية.
تضرر الأساطيل العالمية
وأشار إلى أن “كوسكو” شركة النقل الصينية الوحيدة ضمن أكبر عشر شركات على مستوى العالم لن تتضرر أساطيلها فحسب. بل أن ما يقرب من ثلثي أسطولها قد تم بناؤه في الصين.
كما أن 90 % من دفتر الطلبات الخاص بها تجلبه أحواض بناء السفن الصينية. في حين يوجد لدى أي شركة نقل أخرى بين أكبر 10 شركات ما يزيد على 50 % من أسطولها قادمًا الصين.
وقال “بيتر ساند” إن هذا يمنحها المزيد من الخيارات لإعادة تخصيص السفن بين الصفقات. وتعديل الجداول الزمنية لتقليل مكالمات الموانئ للسفن المصنوعة في الصين.
في حين أن شركات الشحن العملاقة مثل (ميرسك وإم إس سي جي سي إم، و إم إس سي، وهاباج لويد، وغيرها من الشركات الأوروبية) أكثر من نصف أساطيلها قادمة من الصين.
وأشار “ساند” مختتما تحليله: “يجب أن نأخذ التهديد. بتكاليف أعلى لاستيراد السلع إلى الولايات المتحدة على محمل الجد. لكن يبقى أن نرى ما إذا كان ذلك سيصبح حقيقة بسبب التأثير الذي سيخلفه في الشركات الأمريكية والمستهلكين والمزيد من اضطراب حركة سلاسل الإمداد في العالم”.