تمكن علماء الآثار مؤخراً من اكتشاف مثير في جزر البهاما، حيث عثروا على حطام 14 سفينة شراعية كانت مشاركة في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي بين أفريقيا والأمريكتين.
اكتشاف مثير في جزر البهاما
وتشمل هذه السفن حطام السفينة بيتر مويل، وهي سفينة شراعية أمريكية غرقت في عام 1860 قرب جزيرة جريت أباكو، وكانت تحمل نحو 400 من العبيد الأفارقة.
اقرأ أيضاً: مصر تنفذ إجراءات متنوعة ومتميزة لتعظيم سياحة اليخوت
بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على بقايا سفن صغيرة كانت تنقل العبيد إلى مزارع السكر والبن والقطن والتبغ في أمريكا الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي.
مواقع لم تزال غير مكتشفة
ورغم أن معظم هذه المواقع لم تزال غير مكتشفة، إلا أن العديد منها تم التعرف عليها من خلال سجلات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفقاً لمجلة “لايف ساينس”، قال كارل ألين، الرئيس التنفيذي ومؤسس مجموعة التنقيب الأثرية تحت الماء Allen Exploration، إن الفريق قد حدد مواقع ثلاثة من هذه السفن بالفعل.
اقرأ أيضاً: أبرزها بناء السفن.. تعاون سعودي روسي في المجالات الصناعية والتعدينية
وتعتبر هذه الاكتشافات أكثر من مجرد مواقع أثرية، حيث تمثل شهادات حية على الظروف القاسية التي كان يعيشها العبيد على متن تلك السفن، وتسلط الضوء على الوجه الأسود لهذه التجارة المروعة.
تم اكتشاف سفن العبيد خلال مشروع السفن المفقودة في جزر البهاما الذي تديره شركة Allen Exploration.
الهدف من المشروع
يهدف المشروع إلى تجميع قائمة جرد لكل حطام سفينة حول الجزر، وحتى الآن، تم تحديد 596 حطامًا في المياه المحيطة بجزر أباكو الشمالية، بدءًا من أقدمها في عام 1657.
تعاون الفريق مع متحف جزر البهاما البحري في فريبورت بجزيرة باهاما الكبرى، حيث نُشر التقرير حول سفن العبيد في سلسلة Ocean Dispatches ليتزامن مع شهر التاريخ الأسود.
البهاما البحري
وأشار مايكل بيتمان، مدير متحف جزر البهاما البحري، إلى أن تأثير الاستعباد كان كبيرًا على تاريخ الجزر، مع وصول أولى سفن العبيد من أفريقيا في عام 1721، والتي جلبت معها أكثر من 90% من سكان الجزر الحاليين من أصل أفريقي.
وتذكر تحطم سفينة العبيد نانسي في عام 1767 وقصة العبد السابق أولوداه إكويانو، الذي نجا وكتب عن تجربته.
كما شهدت جزر البهاما ثورة عام 1841 على متن سفينة العبيد كريول التي كانت تنقل العبيد من نورفولك، فيرجينيا، إلى نيو أورليانز.
تُعتبر جزر البهاما مفترقًا رئيسيًا في تاريخ تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، حيث كانت موقعًا لحطام السفن التي كانت تربط بين أفريقيا وجنوب شرق أمريكا وكوبا وخليج المكسيك.
مواقع حطام السفن
وتؤكد مواقع حطام السفن على صعوبة الظروف التي كانت تواجهها السفن في هذه المنطقة، وقد أشار جيمس جيني، مدير الأبحاث في مشروع السفن المفقودة في جزر البهاما، إلى أن الطقس السيء لم يمنع استخدامها كممر آمن.
ويذكر أن السفن التي غرقت على طول شمال جزر البهاما كانت تتجه جنوبًا من الموانئ الأمريكية باتجاه قناة بروفيدنس الشمالية الشرقية بين جراند باهاما وجزيرة أندروس، معظمها كانت متجهة نحو مزارع السكر في كوبا.
وتشير تقارير إلى أن العمال الأفارقة المستعبدين كانوا يعيشون في ظروف مأساوية في كوبا، حيث كانوا يعملون سبعة أيام في الأسبوع ويرتدون أطواق العبيد الحديدية، وكان معدل الوفيات بينهم يصل إلى 10% سنويًا في موسم قطع القصب، وكان بعضهم يُجلد حتى الموت.