تؤدي سلسلة التوريد دوراً محورياً في الاقتصاد الحديث، مما يؤثر على مختلف جوانب التجارة حيث تنطوي إدارة سلسلة الإمداد على إدارة تدفق السلع والخدمات من مصدرها إلى استهلاكها، وتشمل هذه العملية المعقدة المشتريات واللوجستيات والتوزيع.
فبدون سلسلة إمداد كفؤة، ما كنا لنتمكن من الوصول إلى المواد الأساسية مثل الغذاء، والمنتجات الصحية، أو حتى السلع التي تمكننا من العمل، والسفر، وتسلية أنفسنا.
دور سلسلة التوريد في اقتصاد اليوم
وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية بشأن دور سلسلة التوريد في اقتصاد اليوم ومدي تأثرها بتغيراته:
تدفق السلع: تكفل سلسلة التوريد تحويل المواد الخام إلى منتجات نهائية. ويبدأ بجمع المواد الخام – سواء كانت محاصيل أو حيوانات أو أخشاباً أو موارد طبيعية أخرى – ويستمر من خلال التصنيع حتى نهاية الاستهلاك.
تغيير قوانين الأستيراد أو التصدير قد تؤثر في سلاسل الأمداد الصناعية
إذا فأي تغير في قوانين الأستيراد أو التصدير قد يتسبب في انقطاع إحدي الحلقات الأساسية في سلاسل الأمداد الصناعية وقد يتسبب الأمر بترك الشركات متوقفة بدون الخامات اللازمة لإدارة مصانعها أو يتركها بمخازن ممتلئة وغير قادرة علي إيصال منتجاتها للعملاء.
حالات انقطاع سلاسل الإمداد
الأثر العالمي: تبرز حالات انقطاع سلاسل الإمداد، كتلك التي شوهدت أثناء تفشي وباء COVID-19، دورها الحاسم وعندما أغلقت المصانع وصدم الطلب والعرض، شعر الاقتصاد العالمي بالضغوط وفقد ما يقرب من 1.4 مليون وظيفة صناعية في الولايات المتحدة، مما يؤكد الترابط بين عناصر سلاسل التوريد وحساسيتها نحو الأزمات الأقتصادية، لذلك ينصح دائما بالأهتمام بمرونة سلاسل الأمداد للتأكد من استمراريتها.
المرونة: تؤكد الدروس المستفادة من الاضطرابات الأخيرة أهمية المرونة في إدارة سلسلة الإمدادات، وقد أدت تطورات الأسواق والتحولات الرقمية والأفضليات الاستهلاكية المتغيرة إلى تشكيل ممارسات سلسلة التوريد اليوم.
كما تضيف التغيرات الأقتصادية العالمية اليومية تأثيراً إضافياً على ديناميات سلسلة التوريد، وتعيد تشكيل السلسلة بما يتناسب مع الأوضاع الأقتصادية الجديدة.
الإستقرار الاقتصادي: إن وجود سلسلة إمدادات جيدة الإنتاج أمر أساسي للحفاظ على الإستقرار الاقتصادي وإقامة مجتمع عامل من العيش والمأوى إلى الترفيه، تكفل حصول الناس على السلع والخدمات.
كيف يمكن للشركات جعل سلاسل الأمداد الخاصة بهم أكثر تحملا للتغيرات الأقتصادية؟
أن الإهتمام ببناء سلسلة إمداد ذات مرونة عالية بالأخص في عمليات التوزيع وبمستويات المخزون التي تغطي مناطق بيعية واسعة وعدم إهمال دراسة مخاطر سلاسل الأمداد وتوفير خطة عمل بديلة في كل إحتمال يمثلان أبرز الخطوات التي تزيد من جاهزية سلاسل الأمداد تجاه اي تغير اقتصادي.
كيف يمكن أن تكون التغيرات الاقتصادية مفيدة أحيانا لسلاسل الأمداد؟
في بعض الأحيان وعلي الأغلب في الشركات الصغيرة ذات سلاسل أمداد الصناعية المعتمدة علي مكونات وخامات محلية متوفرة ففي هذه الحالة تنجح هذه الشركات في استغلال الأزمات الأقتصادية وفارق أسعار الصرف للتصدير لتحقيق أرباح عالية خصوصاً عندما يقدمون أنفسهم كبدائل لمنتجات أخري غير محلية الصنع وتكلفة الإستيراد جعلت منها أكثر سعرا بكثير.
وبإيجاز، فإن إدارة سلسلة الإمدادات هي العمود الفقري الذي يبقي اقتصاداتنا تعمل بسلاسة، وربط المواد الخام بالمنتجات النهائية التي نعتمد عليها يومياً.